لم نعرف غزة إلا محاصرة، ولا نسمع من أخبار غزة غير أعداد الشهداء والجرحى، ولا نشاهد صوراً لأهل غزة إلا أمام الجدار الإسرائيلي المكهرب الذي قد يقتل من يلمسه..
غزة، هذه الأيام، هي فلسطين.. إن أهلها يحاولون تعويض غياب من لم يستطع الحضور من إخوتهم لمواجهة الحصار، بأن يحاصروا محاصريهم..
إنهم أقوى من الحصار، أقوى من رصاص القتل، أقوى من صواريخ الطائرات: يسقط بينهم الشهداء، فيحملون شهداءهم ويستمرون في محاصرة عدوهم المدجج بالسلاح، براً وبحراً وجواً.. إنهم ينفذون وصية محمود درويش، حادي الثورة وشهيد فلسطين الذي ظل يقاتل حتى آخر نفس..
إن غزة هي عنوان عزة الأمة..
إن غزة هي عنوان كرامة الأمة..
غزة هي غدنا: إنها تصنعه بدمائها..
والحصار لن يزيد غزة إلا شرفاً..
ومحزن ألا نستطيع مساعدة غزة إلا بالكلمات!