في الوقت الذي لم تنتهِ فيه بعد أعياد الميلاد في مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية، تعرضت مداخل القرى الواقعة إلى الجنوب من المحافظة للإغلاق والتشديد والمداهمة بذريعة ممارسة الاحتلال إجراءات البحث عن منفذ عملية طعن استهدفت أحد المستوطنين داخل مستوطنة "إفرات" جنوب المحافظة، وتعيش على إثرها معظم القرى والبلدات القريبة من المستوطنة حالة من التضييق المتواصلة.
وتعد بلدة مراح رباح، إحدى القرى الفلسطينية التي تكتوي بنار الاغلاقات وتتسبب بعرقلة حياة أكثر من ألفي نسمة، ناهيك عن الخسائر والتعقيدات التي تطال مناشير الحجر في هذه القرية وبقية القرى والبلدات المجاورة.
ويقول أحمد الشيخ أحد سكان القرية لـ"فلسطين"، إن المواطنين يعانون يوميًا من سياسة الإغلاق، لافتًا إلى أن الاحتلال ومنذ عدة شهور بات يستهدف القرية بالإغلاقات لمداخلها الرابطة بمدينتي الخليل وبيت لحم بالسواتر الترابية، دونما يرى أن هناك مبررًا حقيقيًا من جانب الاحتلال لتنفيذ إغلاقاته هذه.
وبين أن الاحتلال أغلق مدخل القرية الرئيس الموصل للشارع الالتفافي مدة ثلاثة شهور متواصلة، وفتحه فقط أسبوعا واحدا، قبل أن يعود لإغلاقه من جديد.
ويشير الشيخ إلى أن المواطنين يعانون كثيرًا جراء هذه الاغلاقات، التي تسبب عرقلة حياة الطلبة الجامعيين وغيرهم من الركاب ممن يضطرون للتنقل اليومي إلى خارج البلدة، جراء اضطرارهم إلى سلوك طرق أخرى وبعيدة للوصول إلى مدينة بيت لحم.
أما محمد الشيخ فيقول لـ"فلسطين" إن الاحتلال يغلق المدخل الرئيس لقريته، وهو أقرب نقطة بالإمكان التنقل فيها وسلوكها من جانب المواطنين، ويعتقد أن الاغلاق لا يعدو كونه عنجهية للاحتلال واستهدافا للقرى وتقطيعا لأوصالها، ويعتبرها سياسة عقاب جماعي لا فائدة منها.
ولفت إلى أن المعاناة لا تتوقف عند تنقل المواطنين فحسب، بل تمتد إلى معاناة المصانع وأصحابها وتكبيدها خسائر مالية كبيرة، خاصة أن المنطقة تشتهر بصناعة الحجر والرخام، وتنتشر فيها مناشير الحجر، وتعتبر مصدر عيش ورزق معظم العائلات الفلسطينية في هذه القرية.
مواطن آخر من البلدة، يقول لـ"فلسطين": أضطر يوميا للاستجابة للنداءات والاتصالات الهاتفية من أجل سحب مركبات المواطنين العالقة على المدخل المفتوح جزئيًا خلسة عن أعين جنود الاحتلال، لافتًا إلى أن الكثير من المركبات الحديثة تسبب الاغلاق في إلحاق خسائر مادية فادحة بها.
ويعتبر المواطن سكان قرية مراح رباح هم الأكثر تضررًا على مستوى سكان منطقة جنوب بيت لحم، جراء الاغلاقات المتوالية، مشددًا على أن هذه الاغلاقات تسببت في أن تصبح مركبات المواطنين الحديثة مكدسة في "كراجات" التصليح، نظرًا للتضييق الكبير الذي تعيشه القرية.