فلسطين أون لاين

​مزارعو الخضر.. مواجهة من مسافة صفر مع المستوطنين

...
غزة - خاص "فلسطين"

وجد مزارعو بلدة الخضر صباح اليوم الأول في شهر رمضان أنفسهم ممنوعين من وصول أراضيهم الزراعية في كافة الأراضي الفلسطينية التي تحيط بها المستوطنات في البلدة، رغم تبكيرهم في هذا اليوم في الوصول إلى أراضيهم وعنايتهم بمحاصيلهم قبيل شروق الشّمس، تجنّبا لحرارة الشّمس الساطعة التي يكتوون بنارها في هذا الموسم من شهر رمضان.

وبرزت إلى الصدارة خلال الأيام الماضية محاولات ما يسمّى بالإدارة المدنية الإسرائيلية مقايضة المزارعين وخاصّة كبار السّن وأصحاب الأراضي بأنّ الوصول إلى الأراضي مرهون بموافقة سلطات الاحتلال، وهو الأمر الذي اعتبره نشطاء البلدة محاولة إسرائيلية للسيطرة على الأراضي وعزلها تماما لصالح المستوطنات المجاورة، بعد موت أو رحيل أصحابها كبار السّن.

وهذا ما يؤكّده منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان بالخضر أحمد صلاح في حديثه لـ"فلسطين" الذي يشير إلى تضييقات كبيرة يعيشها المزارعون في هذه المرحلة من جانب سلطات الاحتلال، من أجل الضغط عليهم، ومحاولة عزلهم عن أراضيهم والاستفراد بها.

ويبين صلاح بأنّ عادات المزارعين الزراعية في شهر رمضان تتغير تناسبا مع الظروف الجوية والأخرى التي يعيشونها في شهر رمضان من جانب المستوطنين والملاحقات المستمرة المنفذة بحقّهم من جانب المستوطنين.

ويلفت إلى أنّ المستوطنين يختارون الخروج إلى أراضيهم بعد أدائهم صلاة الفجر، ويعملون في هذه الأوقات في التوريق "جني ورق الدّوالي" ورشّ المحاصيل الزراعية حتّى السّاعة الثامنة صباحا لتفادي أشّعة الشّمس الحارقة من جانب، ولتجنب اعتداءات وهجمات المستوطنين من جانب آخر.

ويتابع: "يعود المزارعون إلى أراضيهم بعد أن تتراجع أشعة الشّمس ودرجات الحرارة حوالي الساعة الخامسة أو السّادسة مساء، ويكملون مختلف الأنشطة الزراعية والفلاحة لأراضيهم".

لكنّ اللافت وفق صلاح، أنّه على مدار الأيام الماضية، طلبت سلطات الاحتلال من المزارعين ضرورة التنسيق المسبق مع سلطات الاحتلال من أجل التواجد في الأراضي المحاذية للمستوطنات، منوها إلى أنّ نشطاء البلدة رفضوا الأمر، على اعتبار أنّ ما يجري محاولة للسيطرة على الأراضي، وطردهم من المكان.

ويشير إلى أنّ مساحات واسعة من أراضي البلدة واقعة تحت تهديد السيطرة والتوسّع من جانب الاستيطان والمستوطنين، ومحاولات لاستبعاد الشبان في المستقبل عن الأرض، لكنّه يبين بأنّ العديد من المزارعين يحصلون على إذن للوصول إلى أراضيهم الواقعة داخل بعض المستوطنات المقامة على أراضي البلدة، ومن بينها مستوطنة "إفرات" التي تتمدد على مساحات واسعة من أراضي البلدة.

ولا تتوقف الأوضاع عند هذا الحد وفق ما يؤكّد صلاح، بل تمتد إلى حملات المداهمات والاقتحامات التي ينفذها جيش الاحتلال باستمرار في البلدة، موضحًا أنّ البلدة يشقّ أراضيها الشارع الالتفافي المسمّى (خط 60) الرابط بين مدينة القدس والمستوطنات الواقعة في منطقتي الخليل وبيت لحم، وهو الأمر الذي يترك حياة المواطنين في خطر بفعل عمليات الدّهس المتكررة التي نفّذها المستوطنون مؤخرا على الشارع القريب والتي أودت بحياة مزارعين كثر خلال الأعوام الماضية.