إن نجاح مسيرات العودة انعكس على القضية الفلسطينية ايجابًا من خلال إعادة طرح الحق الفلسطيني بقوة أمام المجتمع الدولي مؤكدة أن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية للأمة الإسلامية، وكشف معاناة شعبنا الفلسطيني أمام جرائم الاحتلال الصهيوني وكشف خبث السياسة الصهيونية التي تمارس ضد المدنيين الفلسطينيين السلميين.
أمام الإعلام الغربي الذي أصبح غير مقتنع بالرواية الصهيونية التي يروجها، فبرزت حقيقة النظام السياسي الصهيوني العنصري وقتله الأبرياء والعزل من الأطفال والشيوخ والشباب الذين خرجوا في مسيرة العودة مطالبين باستعادة حقوقهم، ان جرائم الاحتلال بحق المدنيين هي جرائم ضد الإنسانية ينبغي ملاحقة الاحتلال وقادته عليها في المحاكم الدولية.
حققنا انتصارات للحق الفلسطيني وللرواية الفلسطينية من خلال الجهد العظيم الذي قام به شعبنا من خلال مسيرات العودة التي كشفت تواطؤ الولايات المتحدة الأمريكية مع الاحتلال الصهيوني من خلال دمه بالسلاح ودعمه في الساحة الدولية برفض أي قرارات دولية ضد الجرائم الصهيونية.
ولقد حطمت مسيرات العودة زيف الرواية الصهيونية بدماء الشهداء التي روت تراب أرض فلسطين، فجماهير شعبنا طالبت من خلال مسيراتها باستعادة حقوقه التي كفلها القانون والقرارات الدولية وأبرز القرارات بخصوص حق العودة كان القرار 194 الذي نص على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين لأرضهم التي هجروا منها بفعل الاحتلال الصهيوني لها.
إن شعبنا الفلسطيني مع المقاومة بكل أشكالها وألوانها، رغم ما عانى من آلام سيبقي قويًا ويقاوم التغول الصهيوني على حقوقه وهذا ما يدركه صانعو القرار الصهاينة بعد أن طبقوا كل أشكال الجرائم والعقوبات والانتهاكات بحق هذا الشعب، لم يستطِع الاحتلال بعد مرور كل هذه السنين أن ينجح في كي وعي الشعب الفلسطيني فلقد فشلت نظرية الساسة الصهاينة التي كانت تقول إن الكبار يموتون والصغار ينسون، فخلف الكبار صغار أكثر صلابة وأشد عزيمة على استعادة حقوقهم المسلوبة، متسلحين بآمالهم ووعيهم بعدالة قضيتهم، أصبحنا ندرك أننا سنصل لتلك المرحلة من الانتصار واستعادة حقوقنا الوطنية لان من يضحي من أجل حقه بالدماء والشهداء سينتصر.
لقد أثبت شعبنا الفلسطيني الثائر أنه الصخرة التي تتحطم عليها المؤامرات والمخططات الصهيونية الهادفة لتصفيته فأصبح يتمتع بمناعة وطنية وثورية مكنته من تجاوز كل الخبائث والمكائد الدولية المغلفة تحت عنوان اتفاقيات سلام واتفاقات دولية لإنهاء الصراع مع الاحتلال وليس آخرها صفقة القرن التي ستكب إلى مزابل التاريخ.
إن شعبنا حقق بتضحياته مراكز قوة له في الصراع مع العدو الصهيوني بتمركزه خلف خيار المقاومة ورفض التطبيع والتنسيق الأمني مع الاحتلال أسس لاستعادة حقوقه مهما طال الزمن ومهما عظمت التضحيات فإن شعبنا يمرّ بلحظات تاريخية مهمة، يعبر خلالها على استمراره في نضاله بوجه الاحتلال مشددًا من خلال تضحياته أنه يرفض كل المشاريع التي تهدف لتصفية القضية الوطنية وعلى رأسها صفقة القرن، ومن خلال مسيرات العودة رسم شعبنا من خلال تضحياته ودماء شهدائه بمداد من نور الطريق نحو الحرية.
تمكنت مسيرات العودة بأسلوبها النضالي السلمي من إثبات أن شعبنا مبدع في إدارة الصراع مع الاحتلال من خلال المزاوجة بين أشكال النضال المختلفة من أجل تحقيق أهدافنا الوطنية، ونحن الآن مستمرون في مرحلة المقاومة والكفاح حاملين جذوة الثورة وماضين حتى استعادة كامل حقوقنا وكلما زادت خياراتنا وأساليبنا في المقاومة كلما ازدادت قوتنا في انتزاع حقنا، مما سيجعل تجاوز حقنا أمر غير ممكن وستنعكس ايجابيًا على قضيتنا الوطنية، فالاحتلال إلى زوال.
إن كل المعطيات على الساحة السياسية تؤكد لنا أن الحالة النضالية الثورية التي وصل إليها شعبنا ستحتم انتصارنا واستعادتنا لحقوقنا.