في العاشر والحادي عشر من يناير الجاري تعقد اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني اجتماعاتها في بيروت بدعوة من رئيس المجلس الوطني رياض الزعنون. الدعوة وجهت لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، وكلتا الحركتين أعلنتا مؤخرا موافقتهما على حضور الاجتماع.
لم يعلن رئيس المجلس الوطني أجندة الاجتماع، ولكنه من المؤكد أنه سيبحث في آليات ضم الحركتين للمجلس ، وتحديد نسبة تمثيل الحركتين فيه، ثم مكان انعقاد المجلس وآلية انتخاب اللجنة التنفيذية الجديدة للمنظمة.
جيد أن تحضر الحركتان اجتماع اللجنة التحضيرية، وجيد أن تستمع لرئيس المجلس والأعضاء عن موقفهم من تشكيل المجلس الجديد، ونسبة تواجدهما فيه، وآليات العمل. في آليات العمل التي تحدثت عنها اتفاقية القاهرة في ٢٠٠٥م انحصرت في آليتين : الأولى الانتخاب الحر المباشر حيثما أمكن، والثانية التوافق الوطني حيثما تعذرت الانتخابات.
لا يبدو ثمة فيتو من الحركتين على حضور اللجنة التحضيرية، ولا على الانتخابات، ولا على التوافق على الرغم من قوله في المجلس إنه منتهي الصلاحية منذ فترة طويلة؟!،، ومع ذلك هل تسير الأمور بيسر على هذا النحو وفق ما تشتهي السفن، أم ليس الأمر على ما تشتهي، وإنما وفقا لرياح رئيس منظمة التحرير محمود عباس؟!
عباس الذي لا يتجه نحو انتخابات عامة للمجلس الوطني حيثما أمكن، ولا يتجه نحو توافق وطني عام حيثما تعذرت الانتخابات، ولا يبحث عن برنامج سياسي ورؤية سياسية جديدة تجمع أطراف المؤتمر معا؟!؟ عباس فيما يبدو وهذا هو الأرجح يبحث عن انتخاب لجنة تنفيذية جديدة، لاستكمال بناء الهيكليات التي بدأها المؤتمر السابع، لذا تجده يتحدث عن تمسكه ببرنامج منظمة التحرير المقرر من أوسلو والاعتراف بالعدو الصهيوني، وهذان أمران لا يروقان لحماس والجهاد البتة، وقد كافحتا ضدهما عشرين سنة تقريبا.
المتوقع إذًا هو أن يقوم المجلس في صورته القديمة بانتخاب لجنة تنفيذية، وتأجيل فكرة ضم حماس والجهاد الإسلامي، لأن عباس يستمسك بشرط اعترافهما بأوسلو والاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير بعد أوسلو، وهذا الاعتراف هو من الأمور المستحيلة عند حماس والجهاد، في حدود ما هو معلن منهما.
لا تفاؤل كبير من حضور حماس والجهاد لاجتماعات اللجنة التحضيرية في بيروت، وأشك أن توجد عند عباس حلول لمشكلتي نسبة التمثيل، والرؤية السياسية، وإذا صح هذا التوقع فإن الأمور تبقى تراوح مكانها، ويكون انعقاد المجلس لا للشيء الذي تنادي به حماس والجهاد، بل للشيء الذي يبحث عنه محمود عباس فحسب، ثم يذهب المجلس إلى جلسة نوم طويلة الأجل والله أعلم .