فلسطين أون لاين

بائع الفلافل شُراب مهوى طعام الصائمين بخان يونس

...
خان يونس/ أحمد المصري:

برداء أبيض، وطربوش أحمر، وابتسامة عريضة، يقف الشاب الثلاثيني محمود شراب في نهار شهر رمضان أمام بسطة بيع الفلافل وسط مدينة خان يونس، يملأ قالب صنعه بعجينة الفلافل المكسوة بحبات السمسم ويغرسه في مقلى الزيت اللاهبة التي تصنع بصوتها وما ينضج منها من أقراص سيمفونية سمعية وبصرية تجذب الصائمين.

17 عشر عامًا في ذات المكان وكما لو بدى شراب متخصصًا في بيع طعام الفلافل في شهر رمضان، إذ لا يعكف على هذه المهنة إلا في أيام الشهر الفضيل فقط، ويسترزق منها بما يقضى حوائج أسرته، وأُسر سبعة آخرون من أشقائه الذين غلبت عليهم الأحوال الاقتصادية المتعسرة.

ومنذ أن بدأت مهنة شراب الرمضانية والتي لازمته منذ نعومة أظفاره حيث عكف عليها وهو لا يتجاوز 16 ربيعًا، لم يذق الإفطار يومًا مع عائلته الكبيرة، أو أسرته الصغيرة والتي تضم زوجة وطفلين، غير أن ذلك لم يكن لحظة في رأيه إلا حُكمًا اختياريًا يصل في نهايته إلى إيقاع السعادة مع من يفتقدونه ساعة الإفطار.

يقول لـ"فلسطين": "بت كقطعة من هذا المكان في شهر رمضان بكل عام، لم أتناول طعام الإفطار في بيتي منذ سنوات طوال، فالبيع يبدأ منذ العصر وحتى ذروته مع المغرب، وهو ما لا أستطيع تركه".

ويشير إلى أن خبرته وعمره في هذه المهنة ساهمت في صناعة طعام الفلافل بمذاق ونكهة خاصة، يلمسها في أحاديث المواطنين المشترين، وزيادة أعداد المشترين من كافة الأعمار من موسم لآخر.

ومع قرب رفع أذان المغرب يزداد إقبال محبي طعام الفلافل من بسطة شراب، والذي يلفت إلى أن كثيرا يحبون أن يصل الفلافل إلى موائد إفطارهم ساخنا، فيما يمثل وجبة شبه يومية إلى جانب وجبات الطعام الرئيسية على موائدهم.

وتبدو تلك الساعة الأكثر إنهاكًا للبائع شراب، إذ إنه يحاول صناعة المزيد من أقراص الفلافل والمحافظة على ما يزيد فيها من مدخلات كالبصل المقطع والفلفل الحار، غير أنه وفي طورها لم يفقد ابتسامته وترحيبه بالمشترين.

ومع انفضاض المشترين وخلو الشوارع من روادها بعد أذان المغرب يبدأ شراب بمساعده شقيقه الأصغر في جمع معدات بسطته وحزمها لينقلها على متن دراجة نارية لبيته، وليستعد بعد سويعات لرحلة عمل في اليوم الذي يليه.