فلسطين أون لاين

​العدلوني: كان "الرنتيسي" كتابًا مقروءًا في الأخلاق

...
أم محمد العدلوني
غزة - نور الدين صالح

"كان نِعم الأب والمربي القدوة للزوجة والأبناء، فقد أحسن تربيتهم ورسّخ في قلوبهم وعقولهم معاني الأخلاق والدين الإسلامي وتعاليمه، وقيم صلة الأرحام، خاصة في شهر رمضان المبارك".

بهذه الكلمات وصفت رشا العدلوني زوجها الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الذي أفنى حياته للدين والجهاد في سبيل الله، واستطاع المزاوجة بين عمله طبيبًا والعمل السياسي.

تقول أم محمد لمراسل صحيفة "فلسطين": "أرسل الشكر والتهنئة إلى روح زوجي الدكتور عبد العزيز، الذي كان له أثر واضح في حياتي وحياة أبنائي".

تُكمل العدلوني وهي تواصل سرد الصفات التي تحلى بها زوجها: "كان القدوة في أخلاقه ومعاملاته وتقواه وإخلاصه (...) كان كتابًا مقروءًا في الأخلاق".

تصمت قليلًا وهي تقلّب في ذاكرتها إلى الوراء أي قبل عدة سنوات، لاسيّما أنها عاشت معه منذ عام 1973م، ثم تجيب: "حينما أتحدث عنه، هو كان الطبيب المخلص الذي يتقي الله في مرضاه، إذ كان يسير في تطبيق قول الله (سبحانه وتعالى): {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}".

وتضيف: "نسأل الله أن يعيننا على الدرب وإكمال رسالة الدكتور حتى نلقى الله (عز وجل) ثم نلتقيه في الفردوس الأعلى"، مؤكدةً أن حياته كانت مليئة بالمواقف الطيبة والحسنة.

والعدلوني من أبرز نساء الحركة النسائية التابعة إلى حركة "حماس"، وتميزت بحبها لطريق الجهاد والمقاومة، إذ تستشعر مدى أهمية المشاركة في الفعاليات المناصرة للقضية الفلسطينية.

وكانت من أبزر المشاركات في فعاليات مسيرة العودة السلمية منذ انطلاقتها في الثلاثين من شهر مارس، وهي تتقدم في الصفوف الأولى، وتعقب على ذلك: "أنا امرأة جزء من أبناء الشعب الفلسطيني، ومطالبة بالدفاع عن الوطني".

ولم تُخفِ أيضًا أنه كان لزوجها دور في الحث على الجهاد ودفعها إلى المشاركة في العمل الوطني، إضافة إلى حُبها ورغبتها في هذا الأمر، قائلة: "النساء شقائق الرجال".

وتستذكر أبرز عاداته خلال شهر رمضان المبارك من كل عام، فتقول: "كان يحرص في أول ليلة من رمضان بعد صلاة التراويح أن يصل كل رحمه، ويوصل لهم ما استطاع من الهدايا".

وتضيف: "إنه كان حافظًا لكتاب الله، ويحرص على صلاة القيام وقراءة القرآن يوميًّا، إذ كان يختم قرابة 4 أجزاء يوميًّا خلال شهر رمضان".

ولا يزال أبناء الرنتيسي يواصلون الدرب في صلة الأرحام على طريق والدهم، بل توسعت زياراتهم حتى شملت الأقارب وغيرهم، وفق قولها.

وتختم حديثها بعبارة: "كان المثل الأعلى بعد رسول الله في ترسيخ مبادئ الدين وغرسها في نفسي ونفوس أبنائي".

تجدر الإشارة إلى أن الرنتيسي هو أحد مؤسسي حركة "حماس"، إذ اغتالته طائرات (أباتشي) الصهيونية مع اثنين من مرافقيه في السابع عشر من شهر أبريل عام 2004م، بسيارته في مدينة غزة.