فلسطين أون لاين

​حراس الأقصى "سياج" يفشل مخططات الاحتلال

...
خالد السيوري
القدس المحتلة - مصطفى صبري

حراس المسجد الأقصى الدرع الواقي في بؤرة الاستهداف المباشر لشرطة الاحتلال الإسرائيلي، التي تفرض قيودًا عليهم أكثر من الوافدين لباحات المسجد، وتلاحقهم بالمسح الأمني اليومي، وتراقبهم، وتعمل على طردهم وإبعاد من يعترض منهم على الاقتحامات اليومية لقطعان المستوطنين.

الشيخ سعيد ملحم إمام المسجد الأقصى في شهر رمضان والحاصل على جوائز دولية في مسابقات لحفظ القرآن الكريم والتحكيم؛ يقول عن أحد كبار طاقم حراس المسجد الأقصى خالد السيوري (أبي حسن): "يشهد لأبي حسن منبرُ صلاح الدين؛ فهو حارسه الأمين ورفيقه الوفي، فهذا الحارس أفنى عمره وهو داخل المسجد الأقصى يخشى عليه أكثر من بيته ويتفقد المنبر يوميًّا، والمسجد القبلي".

ويبين أن السيوري لا يعرف الراحة في أثناء عمله، فيمكن وصفه بـ"الدينامو المتحرك" في حماية المسجد الأقصى، مشيدًا بوقوفه شامخًا أمام أبواب المسجد الأقصى في أثناء اقتحام الأقصى ومرور قطعان المستوطنين من أمامه.

يضيف ملحم: "الحارس أبو الحسن من بين كثير من الحراس الذين تضايقهم شرطة الاحتلال والقوات الخاصة التي ترافق عمليات الاقتحام، وهو نموذج التضحية والتفاني".

بدوره يقول مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني عن حراس المسجد الأقصى: "مهمتهم عظيمة، وفيها خطورة، وهم سياج مهم لحماية المسجد الأقصى، ويتناوبون ليل نهار على أبواب الأقصى جميعًا"، واصفًا إياهم بخلية نخل لا تتوقف، وعيون المسجد الأقصى الساهرة التي لا تتخلى يومًا عن حمايته.

ويضيف: "خلال عمل طاقم حراس المسجد الأقصى أفشل في السابق مخططات مرعبة بحق الأقصى، واستشهد العديد منهم على أبواب المسجد وفي ساحاته".

أما رئيس أكاديمية القرآن في المسجد الأقصى د. ناجح بكيرات فيقول عن حراس المسجد الأقصى: "في الآونة الأخيرة ازداد الخوف والقلق على مستقبل الحراس داخل المسجد الأقصى، لأن المؤسسة الأمنية والسياسية في الدولة العبرية لديها مخططات غير معلنة في استهدافهم وابعاد تأثيرهم".

ويبين إلى أن هذا يظهر جليًّا في تقييد حركتهم، ومنعهم من مرافقة قطعان المستوطنين والاعتراض على سلوكياتهم، وضرب واعتقال كل "من يتجاوز حده"، حسب وجهة نظرهم العنصرية.

يلفت بكيرات إلى أن الحراس كانوا قبل عام 2000م أصحاب الكلمة الأولى على أبواب المسجد الأقصى، ويمنعون من يشتبهون به من دخول المسجد الأقصى، مضيفًا: "شرطة الاحتلال الإسرائيلي كانت تستأذن الحراس في حال أرادت إدخال قوات إلى المسجد الأقصى".

وفي اتصال بعبد الرحمن الشرباتي أحد حراس المسجد الأقصى يقول: "أنا أخدم منذ عام 1996م في الحراسة داخل المسجد الأقصى، وقد أحدث تغيير جذري في عملنا منذ تلك المدة إلى غاية الآن".

ويبين أن الاحتلال يسعى إلى إفراغ وظيفة حراس المسجد الأقصى من كل المهام، ويريد منهم أن يصبحوا عبارة عن ديكور لا قيمة له، مشددًا على أنهم في طاقم الحراسة يرفضون هذه الإجراءات، ويدفعون ثمن العقوبات عليهم يوميًّا.

يضيف الشرباتي: "في معركة البوابات الإلكترونية انتقم الاحتلال منا، وطردنا من المسجد الأقصى بعد إغلاقه، وهذه كانت سابقة خطيرة في تاريخ المسجد الأقصى".