فلسطين أون لاين

​"ع الندهة" لإنقاذ الأرواح

...
غزة - يحيى اليعقوبي

- مصطفى اطلع خود حالة خطيرة ووصلها لمعبر بيت حانون.

بمجرد أن وصلت الإشارة السابقة إليه وقت أذان المغرب في رمضان الماضي ترك سائق الإسعاف مصطفى عابدين (24 عامًا) الإفطار، وأسرع بسيارة الإسعاف من مجمع الشفاء الطبي إلى مستشفى النصر للأطفال، لنقل طفلة مريضة في حالة الخطر إلى معبر بيت حانون (إيرز).

"كانت الطفلة رضيعة، سنها أقل من شهر، وتحتاج لعملية طارئة بمستشفيات الداخل المحتل" يقول وكأنه يعيش تلك اللحظة من جديد.

لم يتأخر عابدين وأوصل الطفلة إلى المعبر خلال أربع دقائق، والجميل في الأمر كما يروي لصحيفة "فلسطين" أنه قابل والد الطفلة قبل أسبوع وسأله عن حالتها، فأخبره أنها بحالة جيدة، ليشعر هو بالفخر لإنقاذها.

طبيعة دوامه تتطلب منه الإفطار في رمضان بمكان عمله، أو في الطريق، فكثيرًا ما واجهته حالات، كما حالة الطفلة السابقة، ليترك الإفطار ويوصل الحالة، وفي طريق عودته يتناول طعام الإفطار، وعن ذلك يقول: "كوني سائقًا ومسعفًا يوجب علي أن أبقى رهن النداء 24 ساعة خلال دوامي في رمضان".

"إنقاذ أرواح" هذا السبب يحتم على عابدين عدم النوم في أثناء الدوام، وإذا كان يصلي يقطع صلاته، ليلبي النداء بأقصى سرعة ممكنة، ويزيد: "حياة المصاب تحتاج لاستغلال كل ثانية بأقصى درجة وبكل الإمكانات، فالانتظار يمكن أن يعرض حياة المريض للخطر، نحن لا نعرف الراحة".

يفطر عابدين في رمضان بعيدًا عن عائلته يومين في الأسبوع، إضافة إلى عمله المستمر يوم الجمعة في نقل الإصابات في مسيرات العودة، ويلفت إلى أن ذلك يحتم عليه الإفطار في أي مكان يستطيع، وأحيانًا لا يستطيع أداء صلاة التراويح.

ولم يستطع المسعف الشاب الحصول على إجازة في الجمعة الأولى من رمضان، ليجتمع مع عائلته على مائدة الإفطار التي شملت الجميع سواه، "هناك نوع من التجمع الأسري المفقود؛ فلا أستطيع الحصول على إجازة، لأننا في حالة طوارئ" يعلق.

- هل يفتقدك الأهل؟

لم يتأخر المسعف _وهو أعزب_ عن الرد:

دائمًا والداي يتصلان بي للاطمئنان على أحوالي.