طالب أهالي الأسرى المؤسسات الدولية والحقوقية بتوفير الحماية اللازمة والرعاية الصحية لأبنائهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وسادت حالة من القلق والحزن أوساط أهالي الأسرى، خلال اعتصامهم الأسبوعي، أمس، أمام مقر اللجنة الدولي للصليب الأحمر غرب مدينة غزة، عقب استشهاد الأسير عزيز عويسات نتيجة تدهور حالته الصحية بعد تعرضه للاعتداء والضرب من قبل وحدات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال.
وندد أهالي الأسرى بالجريمة التي ارتكبتها إدارة السجون ووحداتها القمعية بحق الأسير عويسات، داعين كافة أحرار وشرفاء العالم والمؤسسات الأممية والإنسانية لتحمل مسؤولياتها وتوفير الرعاية الصحية للأسرى والعمل لإنهاء معاناتهم.
وشارك في الاعتصام الأسبوعي، لفيف من ذوي الأسرى، وممثلون عن الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية، وأسرى محررون، ومختصون ومهتمون بقضايا الأسرى.
ورفع المشاركون صور أبنائهم، وصور الأسير الشهيد عويسات، ولافتات تطالب بوقف جرائم الاحتلال بحق الأسرى، ورددوا هتافات: "يا عزيز ارتاح ارتاح واحنا نواصل الكفاح"، "ويا عزيز استنى استنى خدني معاك على الجنة"، "وبالروح بالدم نفديك يا أسير".
وأعلن نادي الأسير، أول من أمس، استشهاد الأسير عويسات من جبل المكبر في القدس المحتلة، بعد أن أصيب بجلطة في التاسع من الشهر الجاري، ونقل على إثرها لمستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي ليعلن عن استشهاده.
ويخشى حسين أبو ناموس، على حياة نجله الأسير "محمد" في سجن "نفحة" الصحراوي، الذي يقضى حكمًا بالسجن (16 عامًا) أن يصيبه أي مكروه بعد استشهاد الأسير عويسات.
وأكد أبو ناموس لصحيفة "فلسطين" أن إدارة السجون تمارس سياسة التنغيص على الأسرى من خلال اقتحام غرفهم وتفتيشهم العاري والاعتداء عليهم ونقلهم بين الفينة والأخرى من سجن لآخر ومنعهم من الزيارة ما يدفعهم للخطوات الاحتجاجية.
ولا يختلف الحال عن سهام حلس، والدة الأسير هيثم حلس في سجن "نفحة" الذي يقضى حكمًا بالسجن (12 عامًا) فأعربت عن خشيتها أن يصاب نجلها بأي مكروه، مؤكدة أن الاحتلال يمارس جرائمه بحق الأسرى.
وطالبت حلس، الممنوعة من زيارة نجلها منذ 18 شهرًا، بحجة "المنع الأمني" كافة المؤسسات الدولية والحقوقية والفصائل والقوى الوطنية والإسلامية لبذل الجهود للضغط على الاحتلال ومنعه من التفرد بالأسرى وتقديم الرعاية الصحية المناسبة لهم.
وفي السياق ذاته، حملت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، الاحتلال ممثلًا بإدارة السجون المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير عويسات.
وطالبت لجنة الأسرى، خلال وقفة عقب انتهاء الاعتصام الأسبوعي، بتفعيل الاتفاقيات الدولية الخاصة بالأسرى وإرسال طواقم طبية للاطلاع على أوضاعهم وتوفير الحماية والرعاية الصحية لهم.
وأوضح ممثل لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، نشأت الوحيدي، أن استشهاد الأسير عويسات يؤكد أن جرائم الاحتلال بحق الأسرى مستمرة ومتصاعدة.
من جهته، أكد الناطق باسم مؤسسة مهجة القدس طارق أبو شلوف، أن الاحتلال يمارس جملة من الانتهاكات بحق الأسرى ممثلة بسياسة الإهمال الطبي والاعتقال الإداري وسحب انجازاتهم والاعتداء عليهم بالضرب المبرح ما أدى لاستشهاد عدد منهم كان آخرهم الشهيد عويسات.
وذكر أبو شلوف أن عدد الأسرى الشهداء الذين ارتقوا داخل سجون الاحتلال بلغ 216 أسيرا، كان آخرهم الأسير عويسات المحكوم بالسجن الفعلي لـ(30 عامًا).
وأشار إلى أن 72 أسيرًا استشهدوا نتيجة للتعذيب، وأن 62 استشهدوا جراء سياسة الإهمال الطبي، فيما استشهد 7 أسرى نتيجة إطلاق النار المباشر عليهم من قبل جنود وحراس السجون.
ودعا أبو شلوف، المؤسسات الدولية لممارسة دورها تجاه ما يتعرض له الأسرى، وإرسال طواقم طبية للاطلاع على أوضاعهم ووقف الجرائم والانتهاكات الممارسة بحقهم.
ويقبع في سجون الاحتلال نحو 6500 أسير فلسطيني بينهم 62 سيدة، 350 طفلا، وستة نواب، و500 إداري، و1800 مريض، بالإضافة إلى 700 أسير بحاجة إلى تدخل علاجي عاجل، وفق إحصائيات رسمية.