فلسطين أون لاين

​قرى جنوب نابلس.. موائد رمضانية ينغّصها الاحتلال

...
نابلس - خاص "فلسطين"

في كل عام ومع بدايات شهر رمضان المبارك تعيش قرى جنوب نابلس وتحديدًا بورين ومادما وعصيرة القبلية لحظات وساعات صعبة نتيجة ممارسات قطعان المستوطنين التي تحيل حياة المواطنين إلى كابوس بعد أن تنشر الرعب والخوف في أجواء تلك القرى مستغلة لحظات الإفطار والسحور ومستعينة بقوات الاحتلال التي تؤمن لها الحماية.

ويتحدث المواطن محمد قادوس من بلدة بورين عن واحدة من أشكال المنغصات تلك التي تلازم أهالي قرى جنوب نابلس نتيجة ممارسات قطعان المستوطنين، قائلًا لصحيفة فلسطين: "في كل عام يتعمد المستوطنون مع دخول رمضان تنغيص حياة القرية من خلال استغلال وقت ساعات الإفطار في بث الرعب والخوف والخراب على أطراف القرية من خلال إشعال النيران تارة ومهاجمة بعض المنازل المتطرفة تارة ثانية أو مهاجمة أحد المواطنين تارة ثالثة".

ويتابع قادوس: "في أغلب الأعوام الماضية تعرضت بورين لحالات كما سبقت وعمد المستوطنون المتطرفون القاطنون في يتسهار على تنكيد حياة المواطنين في بورين كما القرى الأخرى".

والحال في بلدة مادما المجاورة لبورين ليس بالأفضل من جارتها، فالمصيبة ذاتها تلاحقها فذات المستوطنين ونفس المستوطنة هي من تجلب العناء لأهالي القرية من خلال مهاجمة البلدة مستعينين بأوقات الاحتلال بذريعة وبدون ذريعة سواء في ساعات الافطار أو خلال صلاة التراويح.

ويقول المواطن فؤاد القط أحد سكان البلدة: "بدلا من نبدأ إفطارنا سويا على صوت مدفع رمضان أو الآذان في كثير من الأيام نجد أنفسنا مرغمين إلى ترك الموائد الرمضانية ساعة الآذان للتفرغ للاحتلال والمستوطنين وقت الافطار الذي يطلق قنابل الصوت والرصاص ليبدد الهدوء والطمأنينة التي ينشدها كل صائم".

أما صلاة التراويح خلال السنوات الفائتة فقد افتقدت للخشوع في قرى جنوب المدينة ولا سيما بلدة عصيره القلبية كما يقول الشاب ياسر ياسين معقبا: "لا يمر شهر رمضان طوال السنوات الماضية إلا وقد تعمد خلاله جنود الاحتلال اقتحام القرية وقت صلاة التراويح ليستفز مشاعر الشبان والمواطنين وليبدد الخشوع على وقع أصوات القنابل ورائحة المسيل للدموع ".

وعلاوة على أشكال المعاناة السنوية التي تحياه تلك القرى مع الاحتلال ومفرزاته، فإن جنود الاحتلال يتعمدون وضع حاجز احتلال على مدخل البلدات الثلاث ويعيق حركة وصول المواطنين للبلدات ولا سيما وقت ساعات الإفطار في مشهد إذلالي آخر مقصود متعلق بشهر رمضان المبارك، يخشى أهالي القرى الثلاث أن يتكرر معهم هذا العام كالأعوام الماضية.

ولعل ما حصل مع عائلة دوابشة قبل سنوات وخلال الأسبوع الماضي أيضا دق ناقوس الخطر مجددا من مغبة تكرار مثل تلك الجرائم فيها على أيدي جماعات تدفيع الثمن، التي من المحتمل أن تستفرد بالمنازل النائية والمتطرفة والقرية من المستوطنة، واستغلال انشغال المواطنين بلحظات الإفطار والسحور لإيقاع الجريمة بحق القرى وسكانها.