فلسطين أون لاين

​وللتغلب على البطالة وإيصال رسالة إلى العالم

الغزي "أبو غبن" يصنع "فوانيس" لاستقبال شهر رمضان

...
غزة - يحيى اليعقوبي

بفوانيس رمضانية مصنوعة من ألواح الكارتون المقوى بألوان مختلفة مضيئة، وبارتفاع نحو متر؛ يستقبل الشاب الغزي العاطل عن العمل شادي أبو غبن (37 عامًا) شهر رمضان المبارك.

من داخل منزله البسيط بمدينة غزة، يخط بأنامله تصميمات ومجسمات مختلفة لصناعة فوانيس رمضان، ويجلس أبو غبن يوميًّا في إحدى غرف منزله، يضيف لمسات فنية على فوانيس رمضان، يزخرفها، ويطليها بمواد دهان من النوع البارز (مبزر) بهدف إضفاء رونقٍ خاصٍّ على هذه التصميمات، "أحب إضافة لمسات فنية، وأيضًا أريد منافسة المصنوعات الصينية من الفوانيس في: الجودة، وخامة المواد المصنوع منها الفانوس، وشكله" يعلق.

وترتفع الفوانيس مسافة متر، يتناسق فيها الطول والعرض، ومتصلة من الداخل بلمبة مضيئة، ويتمنى أن يجد مشترين لفوانيسه في هذه الظروف الصعبة التي يعيش فيها القطاع، يقول: "صممت في البداية كمية محدودة أقل مما صنعته العام الماضي، خوفًا من ألا تباع هذه الفوانيس مع أزمة الرواتب التي يعيش فيها الناس".

نبعت موهبة أبو غبن الذي لم يكمل دراسته منذ صغره حينما بدأ ينمي مهارته، "كنت في طفولتي أرى قريبًا لنا في العائلة يصمم مجسمات، فصممت سفينة من ورق الكارتون الذي يرمى بالشوارع" يتحدث عن بدايته لصحيفة "فلسطين".

حينها شاهده والده الذي غادر دون أن يعلق على هذا المجسم، لكنه عاد ومعه قريبهم الذي يصنع المجسمات، فوضع الأخير يده على رأس أبو غبن، وقال له: "تصميمك جميل ورائع"، يكمل: "شعرت بسعادة كبيرة، وشعرت أني أستطيع القيام بأعمال وتصميمات أخرى".

وقبل ثلاثة أعوام بدأ أبو غبن تصميم المجسمات الرمضانية، يحاول بذلك التغلب على البطالة، لكنه يؤكد أن الهدف الأول والأخير له ليس الحصول على المال، قائلًا: "أريد إيصال رسالة إلى كل إنسان على وجه الأرض، أنه رغم ما يحدث لنا من ظروف صعبة في غزة إن شبابها يستطيعون الإبداع، لو توافرت لهم الإمكانات المناسبة، وربما يتفوقون على أبناء الغرب".

لم يلجأ الشاب الغزي إلى صناعة الفوانيس من الحديد أو الخشب أو مواد ثقيلة، لسبب يجيب عنه قائلًا: "هذا الورق المقوى أفضل من الفوانيس المصنوعة من الحديد، لأنها إن سقطت على رأس إنسان فستصيبه بأذى".

"حب ما تفعل تفعل ما تحب" من هذه القاعدة مضى في إعداد المجسمات، ويزيد: "أستطيع تصميم مجسمات لأي شيء، وأتقن تقليده بدرجة كبيرة، وأيضًا أستطيع صناعة مجسمات من وحي الخيال".

وصنع أبو غبن مجسمًا يحاكي سفينة حربية تركية تقديرًا لدور تركيا تجاه غزة، إضافة إلى مجسمات مختلفة، يرمي من وراء صنعها إلى إيصال رسالة أن غزة تحوي إبداعات فلسطينية مختلفة، ومن جانب آخر يحاول التغلب على البطالة والحصار وتوفير دخل لأسرته وأبنائه.