فلسطين أون لاين

​فعاليات إحياء ذكرى النكبة الأقوى منذ سنوات

...
قلقيلية - مصطفى صبري

أحيا الشعب الفلسطيني الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية التي تصادف الخامس عشر من مايو من كل عام، بتنظيم فعاليات هي الأقوى منذ سنوات، انعكست على إجراءات الاحتلال الإسرائيلي وحساباته لقمع هذه الذكرى ووأدها.

الأسير المحرر رشيد صبري من بلدة بيرزيت يقول لصحيفة "فلسطين": "في مثل هذا اليوم أفرج عني قبل عشرة أعوام وما زلت أذكر ذلك اليوم الذي تزامن مع ذكرى النكبة الستين، كان احياء الذكرى يومها ضعيفا لا أذكر منها إلا فعالية شبابية متواضعة على حاجز قلنديا ومع أني وصلت الحاجز يومها لم أشعر بالفعالية لكن سمعت بها لاحقا".

وأضاف: "اليوم في الذكرى السبعين للنكبة اختلف الوضع وتفاعل شعبنا مع الذكرى وعمدتها دماء الشهداء الأطهار في غزة، واليوم نسمع أصوات شعبنا أعلى تطالب بالعودة إلى فلسطين، أما العالم الظالم فيستمر بانحيازه إلى (إسرائيل) ويغض النظر عن جرائمها".

أما الناشط المقدسي ناصر الهدمي فيقول لصحيفة "فلسطين": "في ذكرى النكبة عند افتتاح السفارة الامريكية لم يكن بوسع المقدسيين إلا الاحتجاج بطرقهم الخاصة من خلال مسيرة تم قمعها منذ لحظة انطلاقتها واعتقال نشطاء من القدس وإبعادهم وترهيب من تبقى".

وأضاف: "الاحتلال لا يريد في القدس أي صوت يخرج ضد اجراءات الاحتلال في أية مناسبة وطنية او دينية، وحاصر كل الأماكن التي كانت مسرحا للتفاعلات مع كل القضايا مثل منطقة باب العامود التي سلخها عن محيطها المقدسي من خلال الاجراءات التي فرضت، ووسائل الحصار التي تلاحق كل مقدسي يقوم بالمشاركة بأية فعالية".

وفي الضفة الغربية كان الاضراب الشامل فولاذياً والتزم به الكل الفلسطيني تعبيرا عن الالتزام بفعاليات النكبة في ذكراها السبعين.

التاجر عصام داود من قلقيلية يقول لـ"فلسطين": "فعالية الاضراب كانت في محلها كونها تعبر عن السخط لدى الفلسطينيين الذين يعانون من إجراءات لا تتحملها الجبال، ففي ذكرى النكبة استشهد العشرات في غزة، ونقلت السفارة الأمريكية إلى القدس في خطوة تمثل صلفا أمريكيا، ومن واجبنا كفلسطينيين رفض كل ما يجري، والكل مطالب برفض الواقع الجديد".

ويرى اللاجئ نبيل ولويل "75 عاماً" من مدينة قلقيلية في فعاليات النكبة وسيلة للتعبير عن العودة إلى الديار المسلوبة.

يقول ولويل: "بلدة كفر سابا التي كانت لنا لا تبعد عن قلقيلية سوى مئات الأمتار وأقيمت مكانها مدينة كفار سابا، وعند النكبة كان عمري خمس سنوات وما زلت اذكر تفاصيل الدار التي كنا نعيش فيها".

وأضاف: "ما أثلج صدري هو أن الذكرى السبعين للنكبة لم تمر كمناسبة عادية بل كانت أحداثها ساخنة بسخونة تفاصيلها المؤلمة على الشعب الفلسطيني، فدماء الشهداء ستزهر جيلا لا يقبل بالحلول التي تلغي حق العودة وسرقة القدس والاستسلام للاحتلال".

وأوضح أنه يحدث أبنائه باستمرار عن دار جدهم في كفر سابا وكيف أنه كان مختار القرية، مشدداً على أن العودة إلى هذه الديار باتت قريبة أكثر من أي وقت مضى.

أما في الأراضي المحتلة عام 1948، فيقول المحلل السياسي إبراهيم أبو جابر لصحيفة "فلسطين": "الداخل الفلسطيني ينتفض في ذكرى النكبة ال70 بعدة وسائل ففي يافا كان الثبات في مقبرة طاسو الفلسطينية واطلاق الطائرات الورقية نحو البحر تحمل أسماء القرى المهجرة".

كما شهدت مدينة الجليل عودة اللاجئين إلى القرى المهجرة وإقامة المعسكرات فيها وتنظيم مسيرات حاشدة تضامنا مع قطاع غزة وضد قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.