فلسطين أون لاين

​متعة رمضان أجواؤه

...
غزة - حنان مطير

كانت الصغيرة "ليلى" البالغة 6 سنوات، توصي والدتَها وتذكّرها بشغفٍ قبل أن تذهب للنوم أن توقظَها لمشاركة عائلتها في السّحور لأنها تنوي صيام يوم كامل، وإن لم توقظها والدتُها فإنها تشعر بالغضب وتعاتبها كثيرًا.

لذلك فإن والدتَها تحرص على إيقاظِها يوميًا وبهدوءٍ، حتى بات لطقطقة الأطباق وقت السحور سحرٌ في أذنيها وكأنها موسيقى خلابة، ولرائحة طبق الفول أو طبق مبعثرة البطاطا والبيض ذكرى لا تفارقها للأبد، وكذلك رائحة النعناع مغمور في إبريق الشاي والتي تسلب لبّها.

وقد ارتبطت تلك الأصوات والروائح بصوت والدِها في أحيان كثيرة وهو يقرأ القرآن الكريم في غرفة نومِه منتظرًا تجهيز السّحور، وبصوت الضحكات المنخفضة له في أحيان كثيرة ولإخوتها الذين يكبرونها حرصا على بقاء ابن العامين نائمًا فلا يصحو منزعجًا فيتعكّر مزاجُه وهو لا يعي معنى رمضان وحلاوته.

وبالرغم من عدم قدرة الصغيرة على صيام اليوم كاملا واضطرارها للإفطار ظهرا أو قبل الظّهر إلا أن أحدًا من والديها لم يوبّخها أو يمتنع عن إيقاظها للسحور، حتى كبرت الصغيرة وصارت أماً وبات لرمضان وللسحور على وجه التحديد في حياتِها رونقًا وحلاوةً وذكرى رائعة لا تفارقها أبدًا بل وتورث حلاوتها لأطفالِها من خلال افتعال الأمور الجميلة الخيّرة والأقوال والأفعال والحركات الرائعة التي من شأنها أن ترتبط بشهر رمضان للأبد في ذاكرة أطفالِها.

وبهذا الخصوص تذكر الأخصائية النفسية عايدة كساب أن متعة رمضان تكمن في أجوائه وحب الصيام مرتبط بظروف الصيام وعلاقات العائلة ببعضها في ظلّه، لذلك تنصح بضرورة أن تكون العلاقة بين أفراد العائلة علاقة مودّة وترابط ومحبة كبيرة، فتكون أجواء رمضان خاصة وقت السحور والإفطار أجواء تآلف وتقارب.

وتؤكّد أن العادات العقلية والعاطفية والأخلاقية والإسلامية للصيام هي أكثر أهمية من القيام بالصيام نفسه, حيث يحب الطفل حينها مشاركة والديه وعائلته تلك الأجواء الرائعة مما يجعله يطلب منهما أن يوقظاه مبدئيًا للسحور ثم الصيام تدريجيًا، فكلما أحبّ الطفل أجواء رمضان أحبّه، وأحب الصيام فيه وكل ما يتعلق به من قراءة قرآن وصدقة وصلاة تراويح وصلة رحم.. إلخ.