فلسطين أون لاين

بعد أن شربت الأرض بللها؟!

بناء على طلب من رئاسة القمة العربية التي تتولاها في هذه الدورة المملكة العربية السعودية، عقدت الجامعة العربية اجتماعا طارئا على مستوى المندوبين ثم وزراء الخارجية في يوم الأربعاء 16/5/2018م، بعد يومين من إتمام (أميركا وإسرائيل) احتفالاتهما بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، واعتراف أميركا بالقدس عاصمة موحدة لدولة الاحتلال.

في يوم الإثنين 14/5/2018م تصدى الفلسطينيون في غزة والضفة والقدس لهذه الجريمة يدافعون عن شرف الأمة بصدورهم العارية، فسقط منهم في غزة وحدها (60) شهيدا، و (2800) جريح، كلهم مدنيون، قتلوا وأصيبوا برصاص القناصة الإسرائيليين عن عمد وسبق إصرار.

بعد أن أتم العدو احتفالاته، وبعد ارتكابه هذه المجزرة، وبعد أن نددت أوروبا ودول العالم بأعمال جيش الاحتلال، وبعد أن سحبت تركيا، وجنوب أفريقيا، وإيرلندا سفراءها من تل أبيب احتجاجا، بعد هذا كله قررت الجامعة العربية العتيدة أن تجتمع؟! وقررت بعد انتهاء اجتماعها أن تكلف الأمانة العامة للجامعة بتشكيل لجنة لدراسة الخطوات، والوسائل، الواجب اتخاذها ضد الدول التي تنقل سفاراتها إلى القدس، على أن تضع اللجنة خطة متكاملة في غضون أسبوعين وتعرضها على الدول العربية؟!

لاحظ، أميركا أعلنت عن نقل سفارتها منذ أشهر خلت، ومسيرات العودة لها شهر ونصف تندد بالفعل، وتشتبك مع العدو، والجامعة العربية العتيدة تعقد اجتماعها بعد انتهاء كل شيء، وبعد أن شربت الأرض بللها كما يقولون، وتكلف لجنة لدراسة الخطوات الواجب اتخاذها؟! ( والله صح النوم يا جامعة؟!). ولأن الجامعة جادة ومتعجلة فقد كلفت لجنة لدراسة الخطوات خلال أسبوعين؟! وكأن الدول العربية تجهل ما هو مطلوب منها، وتنتظر الدراسة الجادة المتكاملة؟! (والله هذا هو الفشل والتهرب بعينه؟!)

لست أدري لماذا يختفي الحكام العرب خلف الجامعة؟! ولماذا تختفي الجامعة خلف اللجان؟! والأمور واضحة ولا تحتاج إلى لجان، ولا إلى اجتماعات. لماذا لا تتحرك الدول العربية إلا بعد أن تتحرك دول غير عربية كأوروبا وتركيا وجنوب أفريقيا؟!

لم يعد أحد في فلسطين والعالم العربي يعوّل على الجامعة العربية، وعلى اجتماعاتها، ولجانها، وربما لم يشعر باجتماع الجامعة إلا حفنة قليلة من العرب، ودعك من مناشدة قادة الفصائل للجامعة، فهؤلاء يقومون بالواجب الدبلوماسي من حيث الشكل، ويخالفون قناعاتهم من حيث المضمون، لأن قناعاتهم لا تختلف عن قناعات الشعب، وقديما قالوا: لقد ناديت لو أسمعت حيًا، ولكن لا حياة لمن تنادي؟!!