لجأ المسعفون إلى أداة جديدة من أجل إيقاف نزيف الدماء للمصابين في الأطراف العلوية والسفلية برصاص الاحتلال الإسرائيلي على أرض ميادين العودة شرق قطاع غزة.
وواجهت قوات الاحتلال المتمركزة على الشريط الفاصل بين قطاع غزة وأراضي الـ48 مسيرة العودة الكبرى السلمية، بالقوة المفرطة والقمع دون رحمة.
وأصيب آلاف المتظاهرين بالرصاص الحي والاختناق جراء الغاز المسيل للدموع، عدد كبير منهم كانت إصاباتهم في الأرجل والأيدي.
وتوجه المسعفون للبحث عن أدوات مساعدة للتخفيف من آلام المصابين والحفاظ على حياتهم، في ظل النقص الحاد والكبير في الإمكانات والمعدات الطبية والأدوية في قطاع غزة نتيجة الحصار المستمر على السكان منذ 12 عامًا.
ووجد المسعف محمد شريف سحويل ضالته في الأداة الجديدة المعروفة باسم "التورنيكيت"، التي تساعد في كبح جماح النزيف الدموي في الأطراف العلوية والسفلية من الجسم.
ولاقت الأداة الجديدة نجاحا كبيرا في إنقاذ عدد كبير من المصابين والحفاظ على حياتهم.
وتستخدم "التورنيكيت" كأداة ضاغطة على الطرف المصاب يتحكم فيها المسعف على أرض الميدان منذ لحظة التعامل مع الحالة، من أجل إيقاف نزيف الدماء في الشرايين والأوردة الدموية المغذية للعضو المصاب.
سحويل أوضح لصحيفة "فلسطين" أنه منذ بداية أحداث وفعاليات مسيرة العودة الكبرى بحث عن أداة مساعدة تساهم في وقف النزيف لا سيما أن معظم الإصابات ينتج عنها نزيف دموي.
وقال سحويل: "بحثت على وسائل التواصل الاجتماعي وشبكات الانترنت على أدوات مسعدة فوجدت اختراع التورنيكيت"، مشيرا إلى أن ثمن القطعة الواحدة منه تبلغ 50 دولارا خارج فلسطين، ولا يوجد منه داخل قطاع غزة.
وتابع: "اطلعت على طريقة عمل الأداة وتركيبتها وصنعنا منه العديد من القطع محليا، وبلغت تكلفة القطعة الواحدة نحو 7 دولارات"، موضحا أنه تم فرز الأداة في سيارات الإسعاف واستخدامه في الحفاظ على حياة المصابين.
وشرح آلية عمل التورنيكيت واستخدامه، موضحا أنه عبارة عن رباط ضاغط يتم التحكم بدرجة ضغطه من خلال عصا صغيرة حتى الوصول إلى إيقاف النزيف من خلال الضغط على الشريان المغذي للعضو المصاب.
ولفت سحويل أنه يتم وضع التورنكيت حول العضو المصاب، وتحديدا أعلى الإصابة، ويتم التحكم في عملية الضغط من خلال العصا الصغيرة التي يتم ربطها وتثبيتها عند الدرجة المطلوبة.
وقال: "بعد وقف النزيف يتم كتابة الوقت والتاريخ على التورنيكيت، لتسهيل عمل الطاقم الطبي الذي يتعامل مع الحالة، سيما أنه مسموح بوضع التورنيكيت على العضو المصاب لفترة لا تزيد عن ست ساعات.
وناشد المجتمع الدولي والجهات الداعمة لتوفير التورنيكيت في قطاع غزة من أجل استخدامه خلال الأحداث الجارية واعتماده كأداة مساعدة في وقف النزيف، مشيرا إلى أن القطع المتوفرة 20 قطعة فقط تم تصنيعها ويتم استخدامها في رفح وخان يونس جنوب قطاع غزة.
وأوضح المسعف سحويل أنه تم تدريب الطواقم الطبية العاملة والمسعفين من خلال دورات مكثفة يتعرفون من خلالها حول كيفية استخدام التورنيكيت والتعامل مع إصابات الحروب والحرائق والمواجهات.