مراسم افتتاح سفارة العدو الأمريكي في القدس كانت مرتبكة، المكان لم يرق الى مستوى احتفال في حارة شعبية مغطاه بالستائر من كل جانب، المقاعد لا تليق بمسئولين رفيعي المستوى، لم نلمس فرحة حقيقية في وجوه الأعداء، كأنهم قطيع أبقار حشروا في مكان ضيق وكأن الاحتياطات الأمنية منعتهم من الاحتفال كما يشاءون.. غاب عن الاحتفال من الجانب الأمريكي مسئولون كبارا كوزير الخارجية وحضر نائبه، غاب عدد كبير من المدعوين لان المكان المعد لا يتسع ولأن الأمن غير قادر على تأمين الحماية لعدد كبير.
قد يقول قائل وما فائدة كل هذا النقد طالما ظفر العدو بسفارة أمريكية في القدس والجواب هي ان مأساتنا باحتلال القدس واكتمالها كان بتخلي بعض الفلسطينيين عن 80 بالمائة منها.. أما وجود سفارة للعدو الأمريكي فهو تفاصيل غير هامة لأصحاب الثوابت ولكنه هدم لاتفاقية اوسلو ومشروع التسوية.. مسيرات العودة الكبرى في غزة لم تكن من أجل نقل السفارة وان كانت إحدى الذرائع ولكنها كانت من اجل التأكيد على حق العودة وحقنا في كامل القدس فضلا عن رفع الحصار عن قطاع غزة.. وفي النهاية ليس ترامب ولا نتنياهو من يقرران مصير الشعب الفلسطيني ومعركتنا لم تنته والكيان الإسرائيلي لم يستقر ولم يوفر الأمن لنفسه حتى بعد مرور 70 عاما على احتلال فلسطين.
مسيرات العودة مستمرة حتى تحقق كامل أهدافها ويكفينا _إلى جانب ما تحقق _ أن القضية الفلسطينية _بما في ذلك جريمة حصار غزة _أصبحت على رأس أولويات المجتمع الدولي الذي عبر عن استيائه وضاق ذرعا بالإرهاب الإسرائيلي الذي لم يعد يحتمل السكوت عنه، مسيرات العودة مستمرة رغم تهديدات العدو باستهداف قادة المقاومة في قطاع غزة ورغم خذلان العرب لقضية المسلمين جميعا، ففي الوقت الذي ترتكب فيه (اسرائيل) مجزرة دموية على تخوم غزة يتلقى وزير إسرائيلي دعوة لزيارة دولة الامارات التي انفتحت بشكل مشين على الاحتلال الاسرائيلي.
مسيرات العودة ستستمر ولكن لن يستمر نزف الدماء الفلسطينية الزكية بدون ثمن، ونحن نقولها للقاصي والداني ان غزة ستنتصر والحصار سيرتفع رغم انف كل رافض وكل كاره، كما نؤكد على ان غزة بمن فيها اكبر من كل التهديدات والمؤامرات.