فلسطين أون لاين

​المتظاهرون شرق غزة.. صدور عارية في مواجهة الرصاص الحيّ

...
جنود الاحتلال يعتقلون مجموعة من الفتية قرب السياج الفاصل (تصوير / علاء شمالي)
غزة - أدهم الشريف

أظهرت صور التقطها مصور صحيفة "فلسطين"، أمس، اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي 3 أطفال فلسطينيين حاولوا عبور السياج الفاصل، شرق مدينة غزة، باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948.

ولم يرهب استخدام جنود الاحتلال القوة المميتة في قمع المشاركين في مسيرات العودة، الأطفال الثلاثة الذين حاولوا التخفي من دورية إسرائيلية بين الكثبان الرميلة، من الاقتراب إلى السياج ومحاولة العبور.

ورصد المصور كيف جرت عملية الاعتقال، وإجبار الأطفال الثلاثة على تسليم أنفسهم تحت تهديد السلاح، واقتيادهم إلى جهة مجهولة.

وليست هذه المرة الأولى التي ينجح فيها أطفال وشبان كذلك، في الوصول إلى السياج الفاصل ومحاولة اجتيازه، إذ تمكن عدد من المشاركين في المسيرات من سحب السياج وكذلك السلك الشائك إلى داخل أراضي قطاع غزة.

لكن ذلك يقابل بإطلاق نيران كثيفة من جنود الاحتلال.

وتظهر مشاهد حية التقطت للفلسطينيين المشاركين سلميًا في مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار، والممتدة منذ 30 مارس/ آذار الماضي، إصرار هؤلاء على المشاركة والوصول إلى السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة سنة 1948، رغم كثافة إطلاق الرصاص الحي من قِبل جيش الاحتلال.

وأصر بعض المصابين على العودة والمشاركة مجددًا في المسيرات التي وصلت ذروتها، أول من أمس، حيث نقلت السفارة الأمريكية من مدينة "تل أبيب" إلى القدس المحتلة، رغم إصابتهم بالرصاص أكثر من مرة.

وجاء ذلك تنفيذًا لوعد رئيس الإدارة الأمريكية دونالد ترامب، الذي اعتراف في 6 ديسمبر/ كانون أول لسنة 2017، بالقدس المحتلة عاصمة لـ(إسرائيل).

وأثار هذا حنق الفلسطينيين وغضبهم، وتسبب بخروج مئات الآلاف تجاه السياج الفاصل، وقابل جنود الاحتلال محاولات اجتياز السياج بقوة مميتة تسببت باستشهاد العشرات وإصابة الآلاف.

وطلب أحد المتظاهرين من الأطباء، وهو ملقى على سرير للعلاج في واحدة من مستشفيات غزة، بعلاجه على عجل، حتى يعود للذي أطلق الرصاص عليه وأصابه مرتين.

وفي المرة الأولى عولج ميدانيًا، لكن الإصابة الثانية استدعت نقله إلى المشفى.

وسألته إحدى الصحفيات، لماذا تريد العودة إلى شرق غزة، فرد عليها: بدي أروح على اللي طخني مرتين، وأفرجيكم فيه. كان يتحدث ويتأوه ألمًا من شدة الوجع.

وأظهر فيديو آخر استقرار مجموعة من الشبان الفلسطينيين، يقدر عددهم بالعشرات، فوق تلة عالية شرق غزة، فيما أطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي والمتفجر أمامهم ليجبرهم على العودة.

لكن أحدهم لم يتراجع أو يعود للوراء بتاتًا، فيما تقدم بعضهم إلى الأمام متخذًا من السواتر الرملية وسيلة للحماية من رصاصات جنود الاحتلال المتتالية.

كما أظهرت مشاهد أخرى إسقاط شبان عدد من الطائرات الإسرائيلية المسيرة عن بعد، والتي تقل على متنها قنابل غاز سامة تلقيها على المتظاهرين.

وهلل هؤلاء بعد أن اسقطوا اثنتين، أمس، واحدة شرق مخيم البريج، وسط قطاع غزة، والأخرى شرق بلدة جباليا، شمالاً، التي ما إن وصلت أياديهم، حتى مزقوها قطعًا.

وتوجه مئات الآلاف إلى السياج الفاصل، في اليومين الماضيين، تنديدًا بنقل السفارة تزامنًا مع الذكرى الـ70 للنكبة الفلسطينية. واستخدم جنود الاحتلال القوة المفرطة لقمع المتظاهرين.

وأدى ذلك إلى ارتقاء عشرات الشهداء، وإصابة الآلاف بجراح مختلفة، وهو ما لاقى تنديدًا عالميًا ومطالبات بالتحقيق في الجرائم المرتكبة بغزة.