فلسطين أون لاين

​الشهيد "أبو معمّر".. بطل وحدة قص السلك على مدار 6 أسابيع

...
خان يونس - محمد أبو شحمة

على مدار ستة أسابيع متواصلة شهدت أكبر وأطول مظاهرة سلمية على طول حدود قطاع غزة الشرقية، أبدع الفلسطينيون في ابتكار وسائل وأساليب جديدة للتظاهر ضد الاحتلال الإسرائيلي.

إحدى أهم هذه الوسائل هي ابتكار تشكيلات شبابية متخصصة بتحقيق مهام محددة، مثل وحدة "قص السلك الشائك" التي استطاعت قص كميات كبيرة من الأسلاك الشائكة التي يضعها جيش الاحتلال على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، بأساليب بدائية بسيطة.

الشهيد محمود أبو معمر (27 عامًا) كان أحد أبطال تلك الوحدة والمعروف بين المتظاهرين ببطل قص السلك الشائك في مدينة خان يونس، قبل أن يلقى الله شهيداً الاثنين الماضي خلال مشاركته في مليونية العودة.

فخلال ذروة التظاهرات في كل جمعة من كل أسبوع، لم يترك أبو معمر أي فرصة لقص السلك الشائك وسحبه من خلال "مقص حديدي" صغير كان يلازمه طيلة وجوده على الحدود الشرقية.

عرف عن أبو معمر بحسب أشقائه وأصدقائه أنه يتمتع بشجاعة وذكاء خلال التظاهرات، إذ كان يقترب من الحدود والسلك بعد تظليل جنود الاحتلال وإخفاء المقص الحديدي الموجود لديه، الذي كان يضعها دائمًا تحت ملابسه، ثم يخرجه لقص السلك وسحبه.

يقول محمد شقيق الشهيد منذ الأسبوع الأول لتظاهرات مسيرة العودة الكبرى: "كنا أنا وأشقائي وأولاد عمي ومحمود نشارك في التظاهرات، ولكن شقيقي محمود كان دائمًا يتقدمنا ويكون قريب جدًا من السلك الشائك".

يضيف محمد لـ"فلسطين": "في بداية التظاهرات كان شقيقي يشعل الإطارات المطاطية "الكوشوك" للتغطية على قناصة جيش الاحتلال الموجودين على أعلى تلة تم تجهيزها من قبل جرافات الاحتلال".

ويتابع: "بعد أسبوعين من اشتداد التظاهرات شرق مدينة خان يونس وتحديدا في منطقة خزاعة، بدأ محمود بالعمل برفقة أصدقاء له على قص أجزاء من السياج على الحدودي باستخدام المقص الحديدي، وهو ما عرضه لأكثر من مرة لإطلاق نار مباشر من الجنود".

ويذكر محمد أن شقيقه الشهيد أصيب قبل استشهاده بأسبوعين خلال محاولته سحب كميات من السلك الشائك بعد قصه بقنبلة غاز في قدمه، ولكن رغم هذه الإصابة لم يتراجع بل أصبح يتقدم ويواصل مهمته في سحب السلك وقصه.

وعن اللحظات الأخيرة لاستشهاد أبو معمر، يروى الشقيق محمد أن شقيقه وابن عمه كانا يحاولان قطع السلك الشائك ككل مرة وسحبه، ولكن قناصة جيش الاحتلال أصابت الشهيد محمود بطلق ناري في رأسه، وابن عمه بطلق آخر في صدره.

استشهد محمود أبو معمر بعد دقائق من إصابته، فيما لا يزال ابن عمه يكافح من أجل الحياة في قسم العناية المركزة في مستشفى غزة الأوروبي.