كنا ندعو وإياكم "اللهم بلغنا رمضان".. استجاب الله لنا وبلغنا رمضان عنده، برفقته وجواره، انا أحياء عند ربنا، لم يفتنا رمضان ولا أجر رمضان لأن الذي قطع الطريق علينا دون ان نشهد رمضان هو عدو لله وللحق وعدو لكل قيم الحياة الانسانية، فراق الاحبة صعب ومجرد ان نرى موائد الافطار في رمضان والغصة في قلوب أحبابنا والدموع تنفطر لها العيون والاحزان تنشق لها القلوب، فإن هذا المشهد لا تحتمله قلوبنا فتنهار له دموعنا وتخر له مشاعرنا، رغم ان الله أبدلنا بما هو خير وأبقى ورغم اننا نعلم تماما ان رمضان هو الشهر المفضل للجهاد والثورة وفي ظلاله يروق للاحرار ان يدفعوا ارواحهم فداء لدينهم واوطانهم.
وهنا لا بد ان نحدد معالم رسالتنا بعد ان فشلت الرسائل المكتوبة بالحبر بأن تصل الضمير العالمي والامم المتحدة علينا ، هكذا ذهبنا الى تغيير نوع هذا الحبر فكتبنا رسالة بدمائنا لعل وعسى أن تحدث ثغرة في جدار هذا الضمير السميك اتجاهنا والمرهف الحس اتجاه من يقوم بقتلنا.
بداية الى هذه الجريمة التي ترتكبها أمريكا بحق القدس: يا من تدفعك غطرستك ان تمعني في انحيازك للقاتل وتفتتحي سفارتك في قدسنا ضاربة بعرض الحائط ما رعيتيه من اتفاقيات ومواثيق بيننا وبينهم، ألا تدفعك هذه الجرائم وهذا الدم المسفوح على تلك الحدود ان تفكري قليلا: لماذا هؤلاء يخرجون ولماذا يقتلون؟ من الذي اعطى هذه الدولة المجرمة الحق في ان ترتكب المجازر وقت ما يحلو لها ثم لا تجد من يحاسبها؟ هل هؤلاء الذين يقتلون من غير جنس البشر؟ هل يستحق كبيرهم وصغيرهم واطفالهم ومقعدهم القتل؟ هكذا تحت سمع وبصر العالم أجمع لا يكترثون بهذه الدماء ويثبتون عمليا توجيهات حاخاماتهم بان: "الفلسطينيين أفعى وصراصير اقتلهم دون ان يرف لك جفن". هذا القتل المريع بهذه المجزرة التي جعلنا نسطر هذه الرسالة الواضحة هي دليل قاطع على أنكم لا تمتلكون في ظلمكم هذا واصراركم على قهر الشعوب المستضعفة أية قيم أخلاقية أو انسانية.. انتم تفتقدون رسالتكم الحضارية وتثبتون ذلك على الملأ. لن يرحمكم التاريخ وأمة بلا أخلاق معروف اين سيكون مصيرها.
وأنتم أيتها الامة العربية ومن خلفها الامة الاسلامية: ماذا انتم فاعلون وأنتم ترون هذه الدماء الزكية؟ كيف تقفون أمام المرآة وترون وجوهكم الوسيمة المطلة البهية بعد هذه الجريمة؟ كيف تنظرون الى حكامكم الذين ليس لهم من الامر شيء.. باعوكم وباعوا ضمير الامة بعد ان باعوا ضمائرهم.. كيف تعيدون لقلوبكم حياتها؟ كيف تستقبلون شهر رمضان المعروف بشهر الانتصارات وأنتم غارقون باللامبالاة وحكامكم يسارعون فيكم، يوالون أعداءكم ويتهافتون لخدمة أسيادهم الذين يثبتونهم في كراسيهم.. أين أنتم ايها الشعوب المستضعفة؟ الى متى وأنتم تعلنون في رمضان ان ربكم واحد ومعبودكم هو الذي تمتنعون عن الطعام والشراب طاعة له، فيأتي بشر مثلكم ليسرق طعامكم وشرابكم وبترولكم ليرسله علانية الى عدوكم ومغتصب قدسكم؟؟ لا والله لا فصل في دينكم بين فريضة وفريضة.. فريضة الخلاص من ربقة الاستعمار واوليائه واستعلائهم على رقابكم لا تقل أهمية من فريضة الصيام والقيام، فمن قام رمضان ايمانا واحتسابا لله لا يقيم حياته بسياستها واقتصادها ايمانا واحتسابا لحكام ظلموا وطغوا وظهر فسادهم ظهور الشمس رابعة النهار.
شعبنا الفلسطيني الحبيب: انت خير من يعرف حق المعرفة رسالة شهدائه، القدس هي درة تاجكم، لا تعولوا على أحد ولا تتخذوا من دون الله وكيلا، لا عرب ولا غيرهم، بصمودكم، بوحدتكم، بعزائم رجالكم ونسائكم حتما ستنتصرون، لقد سقط عدوكم للقاصي والداني أخلاقيا وسقطت قيمه وكل ادعاءاته في وحل جرائمه، لقد فقد مبرر وجوده على أرضنا وباتت شرعية وجوده على ارضنا في خطر شديد ، لقد أحيينا بدمائنا الاسئلة الاولى لصراعه معنا: كيف اغتصب منا فلسطين؟ كيف تجرا على أمة مجيدة وجاء ليزرع غدته السرطانية في قلب امتنا؟ كيف تجرأ ان يدعي ان القدس له؟؟ كيف وأنى له البقاء والاستقرار في ديارنا.. لقد اصبحت خياراته صعبة، صحيح انه الاقوى وقوته المادية لا تقارن مع قوتنا الا أن دماءنا النازفة تدق اسافين في نعشه.. لقد فقد صورة الضحية التي كان يستعطف بها العالم.. هو الان المجرم القاتل مرتكب المجازر عاد كما بدأ سنة ثمانية واربعين.. هذا الوجه القبيح سيسقط وسيسقط معه كل الوجوه القبيحة في المنطقة. بدمائنا الزكية بإذن الله سيطهر الحق من ارضنا كل باطلهم "ان الباطل كان زهوقا ".