في القدس المحتلة افتتح العدو الأمريكي سفارته وأسدل الستار على كذبة كبيرة اسمها " السلام"، في القدس المحتلة سقطت اتفاقية أوسلو ومشروع الاستسلام العربي، حتى شرقي القدس استكثروه على الواهمين منا والمتشبثين بوعود اليهود الكاذبة، والعدو الإسرائيلي قرر أن يبسط سيطرته على كل شبر في القدس وليبحث أنصار أوسلو من الفلسطينيين على عاصمة لهم في أبو ديس أو أي قرية تطل على القدس ولن يظفروا بعاصمة ولن يظفروا بدولة حقيقية ذات سيادة.
في غزة الأمر جد مختلف، حشود مؤمنة بقضيتها ومؤمنة بكامل حقوق الشعب الفلسطيني وعلى رأسها حق العودة، حشود فاقت كل التوقعات بأعدادها وتضحياتها خرجت لتستنكر ما يحدث في القدس المحتلة ولتؤكد على حق العودة وكذلك لتؤكد أن غزة محررة تماما من سيطرة العدو الاسرائيلي والدليل انها اجتازت الحدود الوهمية ولم تلتزم بالمنطقة العازلة التي حددتها دولة الاحتلال (إسرائيل)، تلك الحشود اكدت على التمسك بخيار المقاومة السلمية وغير السلمية، وكذلك خرج الالاف في جميع محافظات الضفة الغربية دفاعا عن القدس وحق العودة وتأثرا بما يحدث في قطاع غزة، ونحن نؤكد ان جريمة العدو الامريكي لم ولن تمر مرور الكرام، وأعتقد اننا في بداية مسيرة نضالية وثورية مختلفة قد لا يحتويها وصف "انتفاضة" التي في العادة تبدأ وتنتهي دون إحداث تغييرات جوهرية على ارض الواقع، أعتقد أننا امام نقطة تحول جذري في طبيعة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
المواجهات على الحدود الزائلة على مشارف قطاع غزة ما زالت مستمرة واليوم الاول لم ينتهِ بعد _حتى كتابة هذه السطور_ ولكنني استطيع التأكيد ان مسيرات العودة الكبرى حققت الكثير من اهدافها، حيث اكدت جماهير شعبنا في غزة قداسة حق العودة والاستعداد لتقديم التضحيات مهما بلغت، وإمكانية محاكاة بطولات غزة بزحوف عربية على حدود فلسطين حين تكون الظروف مواتية وتخف قبضة الانظمة على رقاب شعوبها، وهذا قد يتحقق في أية لحظة لأنه لا دوام لظالم ولأن الدكتاتوريات والاحتلال إلى زوال، وكلمة أخيرة لا بد منها : الحكومة التي تطالب المجتمع الدولي بوقف جرائم الاحتلال في قطاع غزة عليها أن تساهم في تخفيف معاناة من تدافع عنهم.