فلسطين أون لاين

شجاعة فريدة

ما هذا؟! شعب فلسطين لا يعرف الخوف. شعب مسكون بشجاعة فريدة لا يعرف قدرها قادة النظام العربي المسكونون بالجبن والخوف. شعب يجاهد العدو المحتل بقوة الإرادة والحجارة. شعب قرر ألّا ينتظر قادة العرب بعد ما رأى خذلانهم رأي العين. شعب زحف شبابه وشيوخه وأطفاله ونساؤه بمئات الآلاف إلى السلك الزائل لتعزيز فكرة حق العودة عمليا، ورفض قرار ضم القدس، وموقف أميركا الظالم. شعب يطالب بالعودة وتطبيق القرار 194 الخاص بحقهم في العودة.

لم أر مثل شجاعة هذا الشعب الأعزل من السلاح، المتسلّح بقوة الإيمان، وبشهامة العربي الذي يرفض المذلة والموت على الفراش. لو كان لهذا الشعب قيادة مكافئة له في الشجاعة والإخلاص لتغير الحال، ولما تأخرت العودة والتحرير لهذا اليوم؟!

هل تصنع غزة مستقبل فلسطين؟! وهل فلسطين في طريقها لصناعة القيادة الوطنية الشجاعة؟! الوقائع تقول إن هذه الدماء الزكية لن تذهب هدرا، ومن هذه الدماء الطاهرة سيخرج صلاح الدين الجديد، الذي يبكي دماء الشهداء بتدفيع العدو الثمن الذي يجب أن يدفعه. صلاح الدين قادم، ووعد الله كائن لا محالة، ويقينا لن يترك الله عباده المجاهدين وحدهم بلا نصير، النصر قادم لا محالة، لأن وعي الفلسطينيين بحقوقهم وبمنهج العودة والتحرير لم يكن مثل ذلك في أي عام سبق.

من قال إن هذا الشعب لن يصل إلى أهدافه استنادا لقوة العدو وانحياز أميركا ، فهو غافل عن قوة الله وحكمته. على المنافقين الجدد أن يقرؤوا بدر، والخندق، وقتل داود لجالوت بمقلاع كالذي يستخدمه الفلسطينيون المتظاهرون قرب الحدود الزائلة. الفلسطينيون اليوم هم أقرب من العودة من أي عام مضى رغم أنف ترامب، ورغم أنف المثبطين من عرب وغير عرب. الله ولي شعبنا ولا مولى لهم. الله ناصر شعبنا ولا ناصر لهم. دماء ثلاثة وأربعين شهيدا ولا نزكيهم على الله، إضافة إلى دماء الفين من الجرحى، لن تذهب هدرا، بل هي طريق الثورات المنتصرة عالميا، الدماء الزكية نور ونار، نور لأصحابها، ونار على يهود وأولياء يهود. من العرب من طالب الفلسطينيين بالعودة إلى المفاوضات والقبول بما هو معروض عليهم، أو التوقف عن الشكوى والتذمر؟! الشعب الفلسطيني قرر إجابة هذا العربي بالدم الزكي، وبالشهادة التي حرمتم شعوبكم منها.