في مثل هذا اليوم الخامس عشر من مايو من عام ١٩٤٨م، أي قبل (٧٠) سنة اغتالت (إسرائيل ) الشعب الفلسطيني باحتلال أرضه وتهجيره من وطنه. ( إسرائيل) المحتلة لم تنعم منذ ذلك اليوم بالاستقرار والأمن، ولن تنعم به البتة رغم تفوقها العسكري، لأنها ليست من نسيج المنطقة العربية الإسلامية، إنها جسم غريب زرعه الاستعمار الغربي في جسد من طبيعته أنه يلفظ الغرباء المعتدين، كما لفظ الاستعمار.
ستبقى ( إسرائيل) تغرق في قلقها الوجودي ، رغم ما قاله يادلين عن إيران بأنها لا تمثل قلقا وجوديا لإسرائيل، وأنا معه فيما يقوله، وإن هددت إيران إعلاميا بإزالة دولة الاحتلال. وهنا أقول يكفي أن تمثل إيران خطرا تكتيكيا على الدولة العبرية.
إن مسيرات العودة، وحق العودة، هو ما يمثل خطرا وجوديا على دولة الاحتلال، فحق العودة أخطر من البرنامج النووي الإيراني، وأخطر من الأسلحة الإيرانية، لذا يحذر يادلين مدير جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الأسبق حكومته من أخطار مسيرات العودة، التي قد تسبب انفجارات كبيرة في المنطقة ؟!
إن عام ٢٠١٨م جدير بأن يسمى فلسطينيا بعام (القدس وحق العودة) ، في مواجهة إعلامية وعملية لقرار ترامب بشأن القدس، ونقل سفارة بلاده إليها. ويجدر بالشعوب العربية والإسلامية أن تجعل الخامس عشر من مايو من هذا العام عاما للقدس وحق العودة، وأن تتحرك مسيرات العودة في كافة دول الطوق، وفي العواصم العالمية. ولعل المنطقة الأهم في العالم التي يجدر أن تتحرك هي الضفة الغربية والقدس، وأن يتجه المتظاهرون فيها نحو السلك الفاصل بين أجزاء الوطن المحتل ، تحت شعار ( أنا راجع) ، أنا لا أفاوض على القدس ، ولا أفاوض على حق العودة، وشلت يمين من يتاجر بالقدس وبحق العودة.
إن مشاركة دول خليجية إضافة إلى مصر لإسرائيل في احتفالاتها فيما يسمى بعيد الاستقلال، سواء في فندق الرتز كارلتون في القاهرة، أو بإرسال وفود رياضية إلى القدس، أو ربما في حضور احتفالات نقل السفارة الأميركية إلى القدس، حيث أكدت مصادر إسرائيلية أن جهات عربية أكدت حضورها- إن هذه المشاركة التي تنشر عار الأنظمة المشاركة للعدو، تحكي أهمية مسيرات العودة الكبرى، التي تحتج على العدوان الإسرائيلي من ناحية، والعار العربي من ناحية ثانية، والخذلان الدولي من ناحية ثالثة.