فلسطين أون لاين

​الكوابيس.. انعكاسٌ لواقع صعب

...
غزة - صفاء عاشور

الكوابيس، من أكثر الأسباب التي تزعج الإنسان في منامه، وحتى بعد الاستيقاظ، إذ يسعى لمعرفة دلالات ما رآه، ويخشى أن يتحقق في الواقع، لكن الأمر غالبًا يكون مؤشرًا على مشاكل وضغوط نفسية يمر بها خلال حياته اليومية، أو ناتج عن أسباب أخرى تتعلق بنظام حياته ويمكنه تغييرها..

الكوابيس، من أكثر الأسباب التي تزعج الإنسان في منامه، وحتى بعد الاستيقاظ، إذ يسعى لمعرفة دلالات ما رآه، ويخشى أن يتحقق في الواقع، لكن الأمر غالبًا يكون مؤشرًا على مشاكل وضغوط نفسية يمر بها خلال حياته اليومية، أو ناتج عن أسباب أخرى تتعلق بنظام حياته ويمكنه تغييرها..

مرآة للواقع

الطبيب النفسي الدكتور فضل عفانة أوضح أن "النوم هو عملية فسيولوجية طبيعية، يمر خلالها الإنسان بأربع مراحل، والأحلام جزء من تلك العملية، وقد تكون الأحلام ذات تأثير نفسي سلبي قوي، وهو ما يطلق على (الكوابيس)، أي أنها جزء من منظومة الأحلام".

وقال في حديث لـ"فلسطين" إن: "الأحلام هي مرآة لواقع الإنسان، وتحقيق لرغبات ونزاعات مكبوتة في الواقع يتم تمريرها في اللا واقع، ويمكن أن تكون مصاحبة للعديد من الاضطرابات النفسية".

وأضاف أن الأحلام المزعجة قد تزيد في حالات الاكتئاب، والقلق، والصدمة النفسية وعند الأطفال الذين يتعرضون لمشاكل سلوكية ونفسية.

وتابع: "الأحلام في تلك الحالة هي عبارة عن استرجاع لضغط نفسي شديد يتعرض له الإنسان في حياته الشخصية، ولا يجوز تفسير هذه الأحلام على أنها أحداث ستقع في المستقبل ولكن يجب تفسيرها على أنها انعكاس لضغوطات نفسية يتعرض لها الإنسان".

وأوضح عفانة: "لو كان الإنسان يعاني من بعض الاضطرابات فقد يرى أحلامًا مزعجة، لكن ثمة أسباب أخرى لهذا النوع من الأحلام، الضغوط النفسية التي يتعرض لها الإنسان خلال يومه، وطبيعة الأكل وكثرته خلال ساعات المساء، ما يجهد الجهاز الهضمي ويتطلب وجود نشاط مبالغ فيه، وهذا النشاط يؤثر على كمية الدم الواصلة للدماغ، مما قد يسبب عسر النوم أو اضطرابه، وكذلك تناول المنبهات والعقاقير الطبية".

وبين أن الكوابيس لا تدل على إصابة من يراها بمرض نفسي، ولكن استمرارها مع وجود أعراض أخرى ترافقها أمرٌ قد يدفع الأطباء لتشخيص بعض الحالات بوجود اضطراب نفسي.

تفريغ نفسي

وللتخلص من الكوابيس، نصح عفانة بعملية التفريغ النفسي للطاقة السلبية الموجودة داخل الإنسان، والتكلم عن المشاعر، سواء السلبية أو الايجابية، مؤكداً أن هذه العملية من شأنها أن تحقق المعادلة التي يسعى الحلم لتحقيقها أثناء النوم بالتالي يتم منع الأحلام المزعجة.

وأشار إلى أن الصراعات الداخلية إذا تم التعامل معها في الوعي، فهذا يؤدي إلى عدم كبت الأفكار السلبية، وبالتالي لا يراها الإنسان في منامه، مع ضرورة العمل على تنظيم عملية الأكل والابتعاد عن العشاء المبالغ فيه والمتأخر والدسم لإراحة الجسم أثناء النوم.

وقال عفانة: "كما أن للرياضة دورا مهما في تنشيط الجسم، وكذلك تنظيم وقت النوم في فترات النهار والليل، بأن يكون في ساعات محددة وفي أجواء مناسبة لعملية النوم، فهذا جدير بمنع رؤية أي أحلام مزعجة"، مشددًا على أهمية الامتناع عن تناول المشروبات والمأكولات التي قد تؤدي لنشاط مفرط للدماغ في ساعات الليل.