نشرت صحيفة " القدس العربي" تقريرًا بعنوان "حماس تتبنى المقاومة السلمية سعيًا إلى تخطي عزلتها ". المقدمات الخاطئة لا شك ستؤدي إلى نهايات مماثلة، ولا يمكن بناء تحليل سليم اعتمادا على قراءة خاطئة، فحركة المقاومة الاسلامية حماس لا تبحث لنفسها عن مخرج وإنما هي تحارب من أجل القضية الفلسطينية ومن اجل تخفيف المعاناة عن قطاع غزة وليس عن نفسها.
مسيرات العودة الكبرى كشكل من اشكال المقاومة السلمية هي اولا مقاومة شعب وليست مقاومة فصائل وإن كانت الفصائل جزءا منها كما اكد قادة الفصائل وآخرهم قائد حركة حماس في غزة السيد يحيى السنوار، ثم ان الهدف الاول لمسيرات العودة الكبرى هو تثبيت حق العودة والدفاع عن القدس وليس لفك الحصار عن قطاع غزة وإن كان فك الحصار احد الأهداف أو النتائج المتوقعة لإصرار سكان القطاع على مقاومتهم السلمية.
اذا كانت حماس تعيش في عزله فذلك مرده الى ان حماس جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني في غزة وخارجها، ولو أرادت الحركة فك العزلة عن نفسها دون اخذ بالاعتبار ما سيعانيه الشعب لفعلت ذلك ولديها الكثير من الخيارات ولكنها لم تفعل لأنها تقدم المصالح العامة على مصالحها الفئوية ولأنها تحارب من اجل فلسطين واهلها ولا تحارب من اجل ذاتها.
دولة الاحتلال " إسرائيل" رفعت من درجة استعدادها العسكري لمواجهة ما سيحدث على حدود غزة وفي القدس والضفة الغربية، وهذا يعني انها أيضا قرأت الواقع بطريقة خاطئة وقررت إخماد النيران بصب المزيد من الوقود، الخطوات التي تقوم بها دولة الاحتلال تعني المزيد من التصعيد والمواجهات والتي ربما تنتهي بانفجار كبير، ربما اعلان عن إلغاء نقل السفارة الى القدس والشروع في فك الحصار عن قطاع غزة بشكل جاد قد يمنع أمرا كبيرا متوقعا حدوثه في الرابع عشر او الخامس عشر من أيار / مايو الحالي.
ختاما نقول إن من يعاني الأزمات والعزلة هم أصحاب التسوية السياسية على حساب الحق الفلسطيني، دولة الاحتلال في ازمة وهي الان تعيش كابوس انهيار الحدود الزائفة ومواجهة الحقيقة، ومنظمة التحرير الفلسطينية تعيش في ازمة وفي عزلة غير مسبوقة وهي أيضا تخشى من نهاية برنامجها السياسي المرتبط بالحدود الوهمية، والوقت يعمل لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته وضد الاطراف الاخرى.