فلسطين أون لاين

​موقد النار ورائحة القهوة.. دليل المتظاهرين لخيمة "شيخ العيد"

...
الحاج صدقي محمد شيخ العيد يشارك في خيمة العودة شرق رفح
رفح - ربيع أبو نقيرة

"كوم حطب وموقد نار لإعداد الشاي والقهوة" أدوات جعلت خيمة الحاج صدقي محمد شيخ العيد (50عاما) مزارا للمتظاهرين في مخيم العودة شرق محافظة رفح جنوب قطاع غزة.

ويتزين مدخل الخيمة "بقدور" القهوة المغلية على النار، والشاي، وبجانبها صبابات القهوة اللامعة ذات اللون الذهبي، والفناجين الصغيرة ذات اللون الأبيض.

ويجلس شيخ العيد خلف موقد النار يصنع مشروبي القهوة والشاي، وبجانبه لافتة كبيرة رسم عليها قبة الصخرة والمسجد الأقصى، وأسماء عدد من المدن والقرى الفلسطينية المحتلة.

وترفرف الأعلام الفلسطينية فوق خيمة شيخ العيد، لتكون ظلا يأوي إليها الشبان للاستراحة بعد تعرضهم لقمع جنود الاحتلال المدججين بالسلاح.

كما يأوي إليها كبار السن لارتشاف القهوة ذات الرائحة المفعمة بالحطب، ويقصون فيها حكايات البلاد التي هجرهم منها الاحتلال بقوة السلاح عام 1948.

ويصحب شيخ العيد خمسة من أبنائه الشباب إلى مخيم العودة، ومجموعة من أقاربه، يضيفون المتظاهرين ويرحبون بهم في ظل خيمتهم.

وشيخ العيد تعود أصوله إلى مدينة بئر السبع المحتلة، ويشارك في فعالية مسيرة العودة وكسر الحصار منذ انطلاقها بتاريخ 30 مارس/ آذار الماضي.

وقال شيخ العيد لصحيفة "فلسطين": "هذه الجمعة السابعة التي أشارك فيها بمسيرة العودة، وسأتواجد في المخيم حتى تحقيق المسيرة أهدافها".

وأشار إلى أنه يحيي بعض الليالي في أرض مخيم العودة شرق رفح، من خلال التجمع فيه وإعداد "فتة العجر" الشعبية والتي تعرف باسم "القرصة"، وهي أكلة فلسطينية يشتهر بها سكان جنوب القطاع.

ولفت إلى أنه يصنع القهوة والشاي في خيمته الصغيرة البيضاء، فيما يستقبل أبناؤه وأقاربه المتظاهرين في خيمة مجاورة مفروشة ليرتاحوا فيها ويتلقوا ضيافتهم.

ويساهم اللاجئ المسن في إسعاف المصابين بالاختناق جراء إطلاق الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع على المخيم، قائلا: "لدي هنا في الخيمة بعض أدوات الإسعاف البدائية كالبصل والخميرة".

وتابع: "الخيمة مفتوحة للجميع ويتم توزيع القهوة والشاي بدون مقابل"، مشيرا إلى أن ثمن مستلزمات صنع القهوة الشاي يتم جمعها من أفراد العائلة كل جمعة، وهم 15 شابا يتجمعون في المخيم يوميا.

وشدد على تسمكه بحق العودة إلى بئر السبع، قائلا: "هذه رسالتنا للجميع، نحن هنا باقون على أرضنا متجذرون، وسنعود إلى ديارنا اليوم أو غدا أو بعد غد، لأننا أصحاب حق وعودتنا باتت قريبة جدا".

واستدرك شيخ العيد: الأوضاع في قطاع غزة لا تحتمل في ظل تشديد الحصار على الأهالي المحاصرين، "وأصبحنا لا نستطيع توفير لقمة العيش لأطفالنا ولا نستطيع تزويج شبانا لضيق الحال"، مشددا في الوقت ذاته "يجب كسر الحصار بأي ثمن".

وتمم شيخ العيد: "شعبنا يريد حياة كريمة كباقي شعوب الأرض، يريدون حقهم في العودة ديارهم المحتلة وهو ما أقرته الأمم المتحدة".