فلسطين أون لاين

بيرزيت والكلمة البليغة

فازت الكتلة الطلابية الإسلامية (كتلة الوفاء) في جامعة بير زيت في انتخابات مجلس الطلاب مايو ٢٠١٨م، متفوقة على كتلة الشبيبة الطلابية، فماذا يقول هذا الفوز؟ وما هي الرسائل العامة التي يرسلها على مستوى الوطن ؟.

لكي نقف على جوهر هذه الرسائل، لا بد أن نتعرف جيدا على جامعة بيرزيت، التي تعد (تيرمومتر) الحياة السياسية الطلابية في الضفة الغربية، بحكم تاريخ هذه الجامعة العريق في نشر الديمقراطية، والحرص على نزاهة الانتخابات، ومقاومة تدخلات الأجهزة الأمنية.

ولكي ندرك كنه هذه الرسائل أيضا، علينا أن نقف على البيئة السياسية والأمنية التي تعيشها الكتل الطلابية الإسلامية في جامعات الضفة وخارج الجامعات، وهي بيئة مسكونة بالعداء لحماس وللتوجهات الإسلامية، ومن ثمة يمكن القول بأن الاعتقال والقمع لها على مدار العام، كما يجري القمع ضد النشيطين من أعضاء حماس وكوادرها.

البيئة العامة التي جرت فيها الانتخابات كانت مسبوقة أيضا باستحواذ عباس وفتح على المجلس الوطني، واللجنة التنفيذية، والمجلس المركزي، رغم معارضة الأغلبية لانعقاد المجلس الوطني الانقسامي، وحين نقول الأغلبية فإننا نعني أن حماس، والجهاد، والجبهة الشعبية، وقطاع عريض من المستقلين يشكلون الأغلبية، وربما هذا ما قالته انتخابات جامعة بيرزيت في بعض رسائلها السياسية.

إن من أهم رسائل بيرزيت تقول لفتح والسلطة إن من يريد أن يبحث عن الشرعية القانونية في الحكم والرئاسة فعليه أن يأخذها من صندوق الانتخابات، وأي شرعية من غير الصندوق هي شرعية معطوبة، ولا تمثل الإرادة الشعبية.

ومن الرسائل التي تحكيها هذه الانتخابات أن التيار الأكثر وعيا في الشعب الفلسطيني هو مؤيد للمقاومة وللتيار الإسلامي، ورافض للمفاوضات العبثية ، ورافض للاستبداد والتفرد بالقرار الفلسطيني، وبالمال الفلسطيني، وبالوظيفة في المؤسسات الفلسطينية، ورافض للتنسيق الأمني، ورافض لقمع الأجهزة الأمنية.

جامعة بيرزيت في انتخابات ٢٠١٨م قالت كلمة بليغة على مستوى الوطن المحتل في الضفة وغزة، وعلى السلطة وفتح قراءتها جيدا، بغض النظر عن فوز فتح في مناطق أخرى، ومجيء الشبيبة في المرتبة الثانية بعد الكتلة الإسلامية في بيرزيت، وهذه الكلمة البليغة تقول لا حل للمشكلة الفلسطينية الداخلية بغير الشراكة الوطنية، وبغير صندوق الانتخابات النزيهة، وهذا يعني الاحتكام إلى الشعب بشكل دوري بحسب النظام الفلسطيني. حماس وفتح كفرسي رهان، وليس لإحداهما قدرة أو منطق لإقصاء الأخرى .