أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بيير كرينبول، عزمهم تكثيف حملة "الكرامة لا تُقدر بثمن" خلال شهر رمضان، والتي أُطلقت في وقت سابق ردا على إعلان الإدارة الأمريكية القدس عاصمة لدولة الاحتلال، وتقليصها المساعدات المالية التي تقدمها للوكالة، لافتا إلى أهمية الدعم الذي ستقدمه تركيا للحملة.
وأشار كرينبول لوكالة "الأناضول"، اليوم ، إلى اللقاء الذي جمعه بالرئيس رجب طيب أردوغان، الثلاثاء الماضي، بالمجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، حيث لفت إلى أنه تقدم بالشكر للرئيس التركي على المواقف الإنسانية التي اتخذتها بلاده لمساعدة اللاجئين، والدعم الذي تقدمه لفلسطين.
وقال: "أخبرني الرئيس أردوغان بضرورة أن تلقى نشاطات أونروا المزيد من الدعم، كما لفت إلى أن موضوع القدس واللاجئين يمر بمرحلة حرجة في الآونة الأخيرة، وأن إعلانه بأن تركيا ستقدم دعما كبيرا للأونروا مهم جدا بقدر ما هو مشجع بالنسبة لنا".
وأوضح كرينبول أنه عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لدولة الاحتلال، قررت واشنطن تقليص المساعدات المزمع تقديمها للأونروا من 360 مليون دولار إلى 60 مليون دولار، في يناير/ كانون الثاني الماضي، ما دفع الوكالة لإطلاق حملة عالمية بعنوان "الكرامة لا تُقدر بثمن".
وتابع: الحملة تهدف لجمع 450 مليون دولار من الكثير من الدول والشركات والمؤسسات وأصحاب الأعمال الخيرية حول العالم، ممن يودون التضامن مع اللاجئين الفلسطينيين.
وأكد أهمية الدعم الذي ستقدمه تركيا للحملة من جوانب عدة، حيث يمكنها المساهمة في حماية مناطق مسؤولية الأونروا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما أنها تقدم لفلسطين مساعدات من الطحين والأغذية، فضلا عن إعلانها مؤخرا بمؤتمر في روما أنها ستتبرع بـ 10 ملايين دولار للحملة، ما يشكل رسالة تضامن قوية".
وأعرب كرينبول عن امتنانه جراء تصريح أردوغان بشأن أن تركيا ستقدم الدعم لحملة الأونروا طيلة شهر رمضان.
واستطرد المسؤول الأممي أنه بالرغم من أن الدول تأتي في مقدمة داعمي وكالة الأونروا، إلا أنه يمكن للشركات والمواطنين أيضا تقديم التبرعات من خلال الموقع الإلكتروني للوكالة، لافتا إلى أن الأونروا ستواصل حملتها في تركيا طوال شهر رمضان.
وأوضح أن عدد الطلاب الفلسطينيين ممن تتراوح أعمارهم بين 6 و16 عاما في 700 مدرسة تابعة للأونروا يبلغ نحو نصف مليون طالب، مؤكدا أن التعليم هو الأمل الوحيد بالنسبة لهم لبناء مستقبل واعد.
وبشأن إعلان ترامب، أفاد كرينبول بأنه أدى إلى قلق عميق لدى اللاجئين الفلسطينيين، مضيفا أن قرار تقليص المساعدات الذي أعقبه ساهم في توليد المزيد من القلق.
ولفت إلى أن هذه التطورات أفضت إلى خروج مظاهرات عديدة في غزة، ما دفع الأونروا لإطلاق حملة عالمية لكي لا تشهد المنطقة أزمة أخرى قد تفضي إلى عجز الوكالة عن تقديم الأغذية لنحو مليون شخص في غزة، أو انقطاع نحو نصف مليون طالب عن التعليم بشكل مفاجئ.
وأشار إلى أنهم أطلقوا الحملة "لبعث رسالة تهدئة للاجئين الفلسطينيين، والتأكيد على أن العالم يهتم لأمرهم، ويحميهم، ولن ينساهم" وفق قوله.