قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة ، وقفة مقدسية داخل مقبرة باب الرحمة الملاصقة للسور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، للتنديد بإجراءات الاحتلال وأذرعه الاستيطانية الرامية للسيطرة على أجزاء واسعة من المقبرة وتحويلها لمشاريع تهويدية.
وأفادت مصادر مقدسية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت المقبرة وأطلقت الغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين، واعتقلت كلًا من عماد عبيسان، مهدي يوسف، مصطفى عوض، حسام حمودة.
وكانت أوساط مقدسية وناشطون في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى دعوا أهالي المدينة المقدسة للتواجد في مقبرة باب الرحمة، وذلك بعد صلاة الجمعة في الأقصى.
وجاء في بيان موقع من حمائل (عشائر) سلوان، أن أجهزة الاحتلال ماضية في إحكام قبضتها على المسجد الأقصى، وتعمل على المس بالمقدسات، وذلك من خلال بسط سيطرتها على مقبرة الآباء والأجداد وصحابة الرسول عليه السلام.
واعتبر رئيس الهيئة الإسلامية د. عكرمة صبري، قمع الاحتلال للمتظاهرين في الوقفة رسالة خطيرة من الاحتلال وحكومته.
وقال صبري: إن هناك إصرارًا لتنفيذ مخططات استيطانية داخل المقبرة التاريخية التي يزيد عمرها على ألف عام.
وأضاف: إن المخططات الاستيطانية الخطيرة التي تستهدف المقبرة الإسلامية تستوجب وقفة فلسطينية عامة ومقدسية خاصة ضد الاحتلال وإجراءاته الاستيطانية ومنع مخططاته بحق المقبرة.
بدوره، دعا مدير أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث، د. ناجح بكيرات أهالي القدس إلى استمرار فعالياتهم؛ لإفشال مخططات الاحتلال بحق مقبرة الرحمة التاريخية والتي تعتبر من أهم مقابر القدس المحتلة، وعدم السماح بتهويدها أو اقتطاع أجزاء منها لأغراض تهويدية.
وقال بكيرات إن تهويد مقبرة الرحمة يعني تهويد المنطقة الشرقية من ساحات المسجد الأقصى.
وتعتبر المقبرة إحدى أشهر المقابر الإسلامية في القدس المحتلة، وتمتد من باب الأسباط وحتى نهاية سور المسجد الأقصى بالقرب من القصور الأموية في الجهة الجنوبية، وتبلغ مساحتها حوالي 23 دونمًا.
وتتعرض المقبرة لسلسلة اعتداءات إسرائيلية بهدف الاستيلاء عليها، وذلك من خلال نبش القبور وتحطيم الشواهد، واقتلاع الأشجار التي حولها، في محاولة للسيطرة على أجزاء منها بغية تحويلها إلى حدائق توراتية للمستوطنين.
واقتطع الاحتلال، سابقًا جزءًا مهمًا منها لصالح إنشاء حدائق تلمودية، ومنع منذ سنوات المقدسيين من دفن موتاهم فيها، وهي من أقدم المعالم الإسلامية في القدس، وتضم بين جنباتها رفات عدد من الصحابة والصالحين فضلًا عن آلاف الموتى من أبناء العائلات المقدسية.