فلسطين أون لاين

"ظروف قاتمة" يعيشها أهالي القدس في الذكرى 70 للنكبة

...
القدس المحتلة - غزة/عبد الرحمن الطهراوي:

"نعيش أيامًا صعبة لا تقل مرارة عن قسوة الأيام التي تلت احتلال القدس عام 67" بهذه الكلمات وصف الحاج المقدسي أبو ثائر عبد العال حال المدينة المقدسة، بعد مرور 70 عاما لنكبة الشعب الفلسطيني التي ستتزامن ذكراها هذا العام مع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة باعتبارها عاصمة مزعومة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.


وتسيطر حالة من القلق الممزوجة بالحذر على المقدسيين خشية من تفاقم الانتهاكات بحق أهالي القدس مع مراسم نقل السفارة الأمريكية المقرر في الرابع عشر من الشهر الجاري وذلك قبل يوم واحد من إحياء الفلسطينيين ذكرى نكبتهم واحتلال أرضهم بقوة سلاح العصابات الصهيونية عام 1948.


ويقول عبد العال: الجميع هنا يعيش أوضاعًا نفسية وحياتية أقل ما توصف بالسيئة، الاحتلال يهاجم كل من يعترض طريقه بالضرب والشبح في الطرقات والأزقة أو الاعتقال التعسفي فضلا عن عمليات الهدم المتسارعة لممتلكات المواطنين في كل أنحاء البلدة القديمة وكل ذلك في ظل صمت إسلامي وعربي فاضح وصادم معا.


ويضيف عبد العال بعد تنهيدة عميقة بين كلماته: إنه منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة للاحتلال في ديسمبر/كانون الأول 2017 نلحظ وجودا إسرائيليا عسكريا في كل زقاق، تسبب في تنغيص حياة كل المقدسيين واليوم يريدون نقل السفارة ليزيدوا حياتنا تنغيصا وأزمات أكثر وأكثر.


ولا يختلف حال المقدسي أبو زياد حمادةكثيرا عن سابقه عبد العال، فالقلق والترقب الحذر سمة عامة في أوساط أهالي القدس المحتلة في هذه الأيام، إذ يؤكد أن الفلسطينيين والعرب مطالبون بتغيير أساليب احتجاجهم المحصورة غالبا بين بيانات الشجب والاستنكار والوقفات التضامنية إلى وسائل أخرى تجابه انتهاكات الاحتلال بشكل عملي.


ويقول حمادة إنه بإمكان الزائر الغريب عن المدينة أن يلحظ منذ الدقائق الأولى لتجوله في أزقة القدس وأسواقها مدى الخوف الذي يسيطر على وجوه المقدسيين والتجار، بالمطلق لم تكن القدس في يوم من الأيام هكذا ساكنة لا حراك فيها رغم أن شهر رمضان المبارك لم يبق له إلا أيام معدودة.


أما الحاجة أم أيمن خضر فذكرت أن الاحتلال يراقب تحركات المقدسيين بشكل مكثف خشية من أي نشاط أو فعالية وطنية قد تفسد الأجواء الاحتفالية المصاحبة لنقل السفارة الأمريكية من "تل أبيب" إلى القدس المحتلة.


وتصف خضر ظروف المقدسيين الحالية بـ"القاتمة والمجهولة"، قائلة لصحيفة "فلسطين" "الاحتلال يسابق الزمان في انتهاكاته التي تستهدف القدس والمسجد الأقصى والوجود الإسلامي والعربي في المدينة.. فنلاحظ تسارع وتيرة عمليات الهدم والمصادرة فضلا عن اقتحامات المستوطنين للأقصى وفرض قيود على حركة المصلين في رمضان".


وأعلنت سلطات الاحتلال منتصف الأسبوع الجاري عن عدة شروط لوصول فلسطينيي الضفة الغربية إلى مدينة القدس والمسجد الأقصى، وحددت أعمار الذين يسمح لهم بالدخول من الرجال والنساء، في الوقت الذي تواصل فيه حرمان أهالي قطاع غزة من الوصول إلى الأقصى للصلاة فيه.


وكشفت إحصائية أعدها ونشرها مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، أمس، أن 3747 مستوطنا -بينهم طلاب "الهيكل المزعوم" وعناصر من جيش الاحتلال- اقتحموا الأقصى خلال أبريل/نيسان الماضي، ليسجل ارتفاعا ملحوظا في أعداد المستوطنين المقتحمين مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي.