اعتبرت فصائل وطنية، استعداد رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس، للعودة لمفاوضات التسوية مع الاحتلال الإسرائيلي، محاولة لترميم شرعيته المتهالكة عبر مسار أثبت خطأه وفشله.
وأكدت الفصائل في حديثها لصحيفة "فلسطين"، أمس، أن مسار المفاوضات العبثية، لم يجلب سوى المزيد من الدمار للقضية الفلسطينية ومقدساتها، محذرين في الوقت ذاته، من محاولات عباس لتمرير المزيد من التنازلات أمام مخططات حكومة الاحتلال والإدارة الأمريكية.
وكان عباس، أبدى خلال مؤتمر صحفي عقده مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، أول من أمس، استعداده للعودة للمفاوضات مع الاحتلال.
عجز السلطة
واعتبر الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية، حماس، حازم قاسم، تصريحات عباس إصرارًا على السير قدما بالمسار السياسي الخاطئ والمرفوض وطنيا.
وأكد قاسم، أن استعداد عباس للعودة للمفاوضات يدلل على عجز السلطة في مواجهة سياسات حكومة الاحتلال وقرارات الإدارة الأمريكية.
وقال: إن "هذه التصريحات تثبت أن السلطة ورئيسها لا يبحثان سوى عن البقاء بأي ثمن، بعد تهتك شرعيتهما بصورة كاملة نتيجة القرارات الانفرادية والإجراءات الانفصالية بين الضفة وغزة".
وطالب قاسم قوى شعبنا الفلسطيني بالعمل الجاد لمنع عباس من التفرد بالقرار الوطني، ووقف عبثه الواضح بالحالة الفلسطينية.
من جهته، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خضر حبيب، إن المفاوضات العبثية باعتراف "كبيرها الأول لدى السلطة" صائب عريقات، لم تنتج سوى "صفر كبير" على مدار 20 عامًا، في الوقت الذي جرى فيه تهويد القدس، وتفشي الاستيطان في الضفة الغربية.
وشدد حبيب على أن أي محاولة لإعادة مسار المفاوضات، لا يخرج عن كونه إعطاء فرصة جديدة للاحتلال بفرض سيطرته على ما تبقى من الأرض والمقدسات، ومحاولة "لإنتاج الفشل من جديد".
وأكد أن الاحتلال لن يعترف بأدنى الحقوق الفلسطينية، كون مشروعه الاحتلالي يقوم على أكثر من مساحة فلسطين التاريخية، مستدركًا: "أي مفاوضات قادمة واستئنافها من جديد لن تكون سوى مضيعة للوقت وفرصة للاحتلال".
غطاء خطير
من جانبه، أبدى عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة، استغرابه من إصرار عباس على استئناف المفاوضات مع الاحتلال، رغم فشل هذا المسار الذي لم يجلب سوى الكارثة للقضية الفلسطينية، كما قال.
وأضاف أبو ظريفة: "الأصل في الوقت الراهن هو التحلل الكامل من اتفاق أوسلو وأبعادهالسياسية والأمنية"، مشددا على أن أي عودة للمفاوضات لن تشكل سوى غطاء على الاستيطان، وتنفيذ "صفقة القرن".
فيما أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية حسين منصور، أن استعداد عباس للعودة للمفاوضات، محاولة للاستمرار في النهج العبثي الضار الذي لم يحقق شيئا لشعبنا وقضيتنا.
وقال منصور: هذه المفاوضات أضرت بالقضية الفلسطينية من كل النواحي، مشيرا إلى أن توجهات عباس تخالف الإجماع الوطني الفلسطيني القاضي بضرورة التحلل من اتفاقات أوسلو.
وشدد على أن طريق المفاوضات طريق عقيم، ولن يحقق إلا مزيدًا من التنازلات والاستيطان.
بدوره، حذر المتحدث باسم حركة الأحرار ياسر خلف، من عودة عباس للمفاوضات العبثية مع الاحتلال، مشيرًا إلى أن استعداده للمفاوضات "تغريد بعيد عن الإجماع الوطني الرافض لها".
أشار خلف إلى أن الاحتلال استغل المفاوضات سابقا في كسب الوقت لتنفيذ مخططاته الاستيطانية، وتسويق ذاته دوليا، مستدركا: "بينما كان الاحتلال يقتل ويستهدف شعبنا بكل أشكال الإرهاب جمّلت المفاوضات صورته أمام العالم بدلًا من عزله وتقديم ملفات قادته للمحاكم الجنائية لملاحقتهم ومحاسبتهم".
وتوقفت آخر مفاوضات للتسوية بين السلطة والاحتلال الإسرائيلي آذار/مارس عام 2014 بعد تسعة أشهر من انطلاقها برعاية أمريكية.