كل التحيّة والاحترام للجنة الشعبية التي تطالب برفع المعاناة عن غزة، كل التحية لخطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري وإخوانه الذين جهروا بكلمة الحق علانية في وجه الظالمين لغزة وسكانها، وعمالها. وكل التحية للبطريرك ميشل صباح الذي أكد على تأييده للحملة الشعبية لرفع الحصار والمعاناة عن غزة (# ضميرنا غزة)، والذي أصاب التشخيص حين قال: إن الحصار على غزة هو لأسباب سياسية، وحين طلب من السلطة ومصر، و(إسرائيل) أن ترفع الحصار عن غزة، قائلًا: إن كل الأسباب تسقط أمام الاعتبارات الإنسانية وحاجات مليونين من البشر.
"# ضميرنا غزة" هي حملة شعبية فلسطينية في المقام الأول ترفض وتقاوم العقوبات التي فرضها محمود عباس على غزة. هي حملة ضد عباس، والعقوبات، وخصومات الرواتب، وإهانة كرامة الموظفين والسكان، قبل أن تكون ضد حصار إسرائيل، أو ضد إغلاق معبر رفح، وعلى عباس وحاشيته أن يتعرفوا جيدًا على ضمير الشعب، وألّا يعيشوا أحلام العظمة والتجبر على خلق الله في غزة، بينما هم يذلون أمام طلب جندي صهيوني على الحاجز؟!
قد لا تستجيب دولة الاحتلال لمطالب الحملة الشعبية هذه في تلك المرحلة، ولكن يجدر بالسلطة وبمصر أن تستجيب لنداء الحملة الشعبية فورًا، فقد طفح الكيل، ولم يعد ثمة قدرة على تحمل الحصار والعقوبات وتداعياتهما؟! أهل النخوة والإنسانية وأهل الدين طفح بهم الكيل ولم يعد بمقدورهم الصمت على عباس على وجه الخصوص؟! إنه حين ترفع السلطة حصارها وعقوباتها عن غزة يتم تعرية (إسرائيل) دوليًّا، وعندها تكبر الحملة الشعبية، وتتراكم جهودها، وربما تمكنت من الضغط على حكومة الاحتلال لرفع حصارها عن سكان غزة.
إنه حين تستبقي السلطة حصارها وعقوباتها على غزة، وتستبقي مصر إغلاقها لمعبر رفح، فإنهما تشجعان (إسرائيل) على الاستمرار في حصار غزة، ويقدمان لها بطاقة نجاة من الضغوط الدولية.
إن غزة فيما أحسب في حاجة إلى هذه الحملة الشعبية (# ضميرنا- غزة) داخل فلسطين، وهي في حاجة لأن تقيم الحملة لها فروعًا وأذرعًا وامتدادات في العواصم العربية، والدولية، حتى تجتمع هذه الجهود في تيار جارف يرغم أصحاب القرار السياسي على رفع العقوبات والحصار، ومن ثم إعادة الأمل لغزة.
إنني أطالب أحرار العالم وأهل النخوة والإنسانية في العالم للانضمام إلى الحملة الشعبية "ضميرنا غزة"، وأطالب وسائل الإعلام بتغطية فعاليات اللجنة والترويج لها، وخلق رأي عام محلى وعربي ودولي ضاغط على أطراف الحصار لكي يرفعوا ظلمهم اللاأخلاقي عن غزة.