فلسطين أون لاين

​"فلسطين على مرمى حجر".. يوثق جرائم الاحتلال شرق البريج

...
غزة - نور الدين صالح

على بُعد قرابة 500 متر من السياج الفاصل شرق مخيم البريج، وبين أزقة خيام العودة المنصوبة في المنطقة، نصب المصوران الصحفيان حسني صلاح وعادل الحواجري خيمة خاصة بهما لإقامة معرضهما الخاص بالصور.

كانت خيمة المعرض الذي حمل اسم "فلسطين على مرمى حجر" لافتةً للأنظار وتشد المواطنين القادمين لخيام العودة، سيما أنه وثق أبرز المشاهد التي وقعت في تلك المنطقة ذاتها منذ انطلاق مسيرات العودة السلمية منذ 30 آذار/ مارس الماضي.

قبل الوصول إلى باب المعرض الرئيس تجد على جانبي "الممر الخاص" به لافتات بيضاء مربعة الشكل كُتب في وسطها أسماء البلدات الفلسطينية المحتلة (بربرة، المجدل، بئر السبع..) وغيرها من البلدات الأخرى.

ويضم المعرض في زواياه مختلف المشاهد التي وقعت قرب السياج الفاصل شرق البريج، على مدار أكثر من شهر ونصف، وكان من بينها توثيق عمل الطواقم الطبية في نقل المصابين، والاستهداف المباشر للصحفيين، إضافة إلى الحياة اليومية للمواطنين داخل خيام العودة وبعض الطقوس التي يمارسونها.

وحمل جانب آخر من المعرض صور لشهداء الصحافة الذين ارتقوا خلال تغطية أحداث مسيرات العودة، وهم ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين.

ويتحدث الحواجري (24 عاماً) الذي يعمل مصوراً صحفياً في عدة مواقع محلية، أن المعرض جاء عقب توثيق عدة مشاهد حية قرب السياج الفاصل، شرق البريج.

ويقول الحواجري لـ"فلسطين"، عن سبب تسمية المعرض بهذا الاسم، بأن معظم المشاهد التي التقطتها عدسته وزميله صلاح، كانت على أقرب نقطة من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويسعى المصوران والكلام للحواجري، من خلال المعرض لكشف جرائم الاحتلال وتعريته أمام العالم أجمع، سيّما أنه تعرض للإصابة بقنابل الغاز أكثر من مرة خلال تغطية المسيرات.

ويحكي أنه واجه مخاطر كبيرة خلال تصوير تلك اللقطات، خاصة في ظل عدم تفرقة جنود الاحتلال بين الصحفي والمتظاهر السلمي، والطواقم الطبية وغيرهم من المتواجدين هناك، والتي نصت القوانين الدولية على حمايتهم.

زميله الآخر صلاح الذي يعمل مصوراً لدى "CPSP" الفرنسية، كان له دور بارز أيضاً في توثيق الحياة اليومية للمواطنين داخل خيام العودة، وبعض المشاهد الحية من الفعاليات في شرق البريج.

ويؤكد صلاح لمراسل "فلسطين"، أن الهدف من المعرض هو تكذيب رواية الاحتلال بأن المسيرة ليست سلمية، وإظهار سلميتها أمام العالم أجمع، تأكيداً على حق العودة للبلاد المحتلة.

واستنكر الجرائم المباشرة التي يرتكبها جنود الاحتلال ضد الصحفيين خلال تغطية مجريات مسيرة العودة السلمية، لاسيما أنهم يرتدون الملابس الخاصة بالصحفيين والمحمية في القوانين الدولية.

وطالب صلاح، الدول الأوروبية بضرورة الضغط على الاحتلال لتوفير الحماية للصحفيين، والتوقف عن استهدافهم بشكل مباشر، مشدداً في الوقت ذاته على الاستمرار في نقل رسالة الفلسطينيين ورسالتهم للعالم أجمع.

ووجه المصوران في نهاية حديثهما رسالة شكر للصحفي نزيه البنا مدير الجمعية الخيرية لمناصرة فلسطينيي فرنسا في غزة، على رعايته للمعرض وتوفير كل الاحتياجات اللازمة لهما.