فلسطين أون لاين

​حرق أحراش الاحتلال "يفشّ غِل" المتظاهرين

...
غزة - أدهم الشريف

امتدت النيران على مدى واسع جدًا، أمس، خلف السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948.

وبدت ألسنة اللهب العالية الناتجة عن حرق الأحراش كضوء يتلألأ في عيون مجموعة من الشبان الفلسطينيين كانوا على بعد مئات الأمتار من ذلك السياج الذي يتحصن خلفه جنود الاحتلال المدججون بأسلحة قناصة ورشاشة.

ووقف هؤلاء الشبان فرحين، وهتفوا ضد اعتداءات جيش الاحتلال على مسيرات العودة الممتدة منذ 30 مارس/ آذار الماضي.

ونجمت الحرائق الواسعة عن إطلاق طائرات ورقية مذيلة بكتلة نارية، في الهواء قبل سقوطها في الأحراش داخل الأراضي المحتلة.

وأدى ذلك إلى اندلاع أربعة حرائق في أحراش الاحتلال، واتضح ذلك من خلال الأدخنة السمراء المتصاعدة والتي ملأت الأجواء الشرقية لقطاع غزة.

أمام كل هذا، كان الشاب يوسف خالد، فرحًا أمام حريق واسع اندلع في الأحراش شرق مدينة غزة.

وقال خالد ( 23 عامًا) لـ"فلسطين": رغم أن هذه الأراضي المحتلة هي ملك لنا نحن الفلسطينيين، إلا ان حرقها واشتعال النيران بالأراضي المحتلة يفش غلنا لما لذلك من تأثيرات سلبية وخسارة راجعة على الاحتلال الإسرائيلي.

ويضيف "إن الطائرات الورقية لا تكلفنا سوى بضعة شواكل، إلا انها استطاعت أن تلحق أضرارًا مادية كبيرة بالاحتلال الإسرائيلي".

ليس ذلك فحسب، لقد أدت الحرائق إلى استنفار جيش الاحتلال خلف السياج على الدوام، كما يقول خالد.

أما الطفل عبد الهادي صخر البالغ من العمر (15 عامًا) فلم يبدو خائفًا من أن تصيبه رصاصة قناص إسرائيلي وهو يحمل طائرة ورقية ويتقدم بها نحو السياج الفاصل بإطلاقها في الهواء، ومن ثم قطع الحبل الذي يصل بها وهي محملة بقطعة قماش مشتعلة.

وقال لـ"فلسطين": إن هذه الطائرات واحدة من ابداعات الشباب الفلسطيني في غزة. لقد قهرت الاحتلال وكبدته خسائر كبيرة.

ولجأ شبان إلى حرق الاحراش مع تصاعد أحداث مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار في خمس نقاط تجمع قرب السياج الفاصل شرق غزة، وكذلك تصاعد استخدام القوة المفرطة في قمع المتظاهرين السلميين.

حتى أن هؤلاء الشبان، أطلقوا على أنفسهم لقب "وحدة الطائرات الورقية" على غرار "وحدة الكوشكوك" المختصة بحرق إطارات المركبات على اختلاف أحجامها للتضليل على المتظاهرين من قناصة جيش الاحتلال المتسترين خلف تلال رملية عالية وثكنات عسكرية محصنة.