لم يغادر أبناء عائلة حمارشة من محافظة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1994م، بفعل الاعتقالات المتواصلة بحقهم.
واعتقلت قوات الاحتلال، فجر أمس، رب العائلة المقعد عدنان حمارشة من داخل منزله في بلدة يعبد قضاء جنين، بعد استجوابه أكثر من ساعة من قبل ضباط مخابرات الاحتلال.
وقالت ابنته ليلى حمارشة: "منذ عام 1994م بدأ مسلسل الاعتقال بحق والدي الذي أمضى في الأسر أكثر من عشر سنوات في فترات متفاوتة، بلغت ذروة الاعتقال عام 2014 عندما اعتقل الاحتلال والدي ووالدتي ريم حمارشة أثناء عودتهم من الأردن على معبر الكرامة، وتم الحكم على والدتي بالسجن الفعلي لمدة ثمانية أشهر ولوالدي 15 شهرا".
وذكرت حمارشة أن والدها أصيب خلال الاعتقال الأخير، بجلطة دماغية داخل الأسر وتسببت له في شلل نصفي ، واعتقل لاحقا عدة مرات وهو على كرسي متحرك.
وأضافت: الاعتقال الأخير كان صدمة لنا، ولا سيما أن قوات الاحتلال اعتقلت في 7/10/2017م شقيقي الطفل أنس حمارشة المريض بمرض نادر، وبعد أسبوعين اعتقل شقيقي عمر، واليوم يعتقل والدي ولم يعد أحد من الذكور في البيت.
وأكدت أن هذه الاعتقالات تمثل سياسة ممنهجة للعقاب ضد العائلات الفلسطينية، مشيرة إلى أن اعتقال شقيقها أنس شكل فاجعة لوالدها؛ لأنه كان يقوم على رعايته ومرافقته في تحركاته خارج المنزل.
وتابعت: "اليوم يكتمل المسلسل المرعب باعتقال أبي لينضم إلى أشقائي داخل الأسر، فالسجن أصبح مسكن أبي وأشقائي عوضا عن منزلنا الذي أصبح فارغا منهم بقرار من مخابرات الاحتلال".
وتساءلت: "كيف لدولة تدعي الديمقراطية تعتقل شخصا تجاوز عمره الخمسين عاما ويعاني من شلل نصفي وأولاده في الأسر، ولا يشكل أي خطر على أمن دولتهم؟"، مؤكدة أن الدافع وراء الاعتقال هو الانتقام المسبق من كل عائلة لها تاريخها النضالي ضد الاحتلال.
فيما تصف الوالدة ريم حمارشة معاناتها، قائلة: "الاحتلال يجعلني دائما وحيدة دون معيل، لقد كتب علينا المعاناة والاعتقال والاقتحام، فنحن منذ أكثر من ربع قرن بين الاستدعاء الامني والاعتقال والمحاكم العسكرية واعتاب السجون".
وأضافت حمارشة: "حياتنا لا تتوقف عند مشاهدة اثار الانتقام"، مؤكدة أن العائلة ستصمد في وجه سياسات الاحتلال ولن ترفع الراية البيضاء، كما أكدت أنه: "ما دام هناك احتلال فإن مسلسل النضال لن يتوقف والتضحيات هي جزء اساسي من حياتنا جميعا".