فلسطين أون لاين

عياش: شهيدان و20 أسيراً و45 قاربًا محجوزًا منذ بداية العام

​الاحتلال يبدد آمال المزارعين الموسمية ويحاصر الصيادين يوميًا

...
المزارعون على الحدود الشرقية للقطاع
غزة - يحيى اليعقوبي

لم تكن زيارة المزارع حمدان النجار، مساء، لأرضه الزراعية الواقعة في منطقة الزنة شرقي خان يونس، زيارة عادية، بل كانت اضطرارية لري محاصيلها الزراعية الموسمية.

لكن النجار، الذي كان يترقب موعد تدفق المياه في الخراطيم الأرضية لمنطقة الزنة، فوجئ باشتعال النيران في محاصيله الزراعية؛ بفعل إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي البالونات الحرارية المضيئة تجاه المنطقة القريبة من السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة عام 1948م.

ويقول النجار لصحيفة "فلسطين"، إن بالونات الاحتلال المضيئة تسببت بإحراق محصول القمح والحمص والعدس في أرضه الزراعية البالغة مساحتها ثمانية دونمات، مشيرًا إلى أن محصوله الزراعي تعرض سابقًا لرش بالمواد الكيميائية الحارقة من قبل طائرات الاحتلال ما أدى لإتلافه.

ويؤكد النجار أن المزارعين يتعرضون بشكل دائم لإطلاق النار من قوات الاحتلال المتمركزة على بعد نحو كيلو متر خلف السياج، لمنعهم من الوصول إلى أراضيهم الزراعية.

ولا يختلف كثيرًا حال المزارع خالد قديح عن سابقه جراء اعتداءات قوات الاحتلال، مشيرًا إلى أن أرضه الزراعية شرق خان يونس تعرضت الأسبوع الماضي لقذيفة مدفعية أطلقتها قوات الاحتلال.

ويقول قديح لصحيفة "فلسطين" إن هذه القذيفة أدت لإحداث أضرار كبيرة في شبكة الري، وفي المحصول الزراعي من كوسا، وبطيخ وشمام، وكذلك مزرعة الدجاج التي قام بإنشائها حديثًا.

ويضيف أن المزارعين يتعرضون كل يوم لإطلاق نار وقنابل الغاز من قبل قوات الاحتلال، خاصة بعد انطلاق فعاليات مسيرة العودة السلمية في 30 أذار/ مارس الماضي.

وليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها أرض المزارع قديح لاعتداء، فهي تتعرض للتجريف أثناء الاجتياحات البرية من قبل دبابات وجرافات الاحتلال، فضلا أنها تعرضت للدمار خلال الحروب السابقة.

وتعقيبا على ذلك، أوضح مدير عام السياسات والتخطيط في وزارة الزراعة د. نبيل أبو شمالة، أن الاحتلال يمارس اعتداءات ممنهجة بحق المزارعين، تتركز غالبا في المناطق الحدودية الشرقية والشمالية لقطاع غزة، لافتا إلى أن الاحتلال دمر معظم الأراضي الزراعية الحدودية خلال الحروب الأخيرة.

وذكر أبو شمالة لصحيفة "فلسطين": أن الاحتلال يحظر كل فترة زمنية المزارعين من استخدام أراضيهم الزراعية، ويحدد لهم نوع الزراعة إلى جانب انتهاكاته المستمرة برش المبيدات التي تؤدي لموت كل النباتات الورقية في المناطق الحدودية وتكبد المزارعين خسائر جسيمة.

وبين أن المزارع عندما يحاول مواجهة تلك السياسة يفاجأ بإجراءات أكثر تعسفية لم يكن جاهزا لها، مشيرا إلى أن المزارعين محرومون من تسويق منتجاتهم دوليا التي تقدر بنحو 100 مليون دولار سنويا.

واشار إلى أن سياسات الاحتلال المتعددة أدت لزيادة تكلفة الانتاج بنسبة 20-30% بسبب حظر دخول الكثير من المدخلات الزراعية، ولفت إلى أن خسائر المزارعين المباشرة تقدر بنحو 100 مليون دولار سنويا، بالإضافة لخسائر غير مباشرة ما بين منع زراعة الأماكن الحدودية ورش المبيدات تقدر بنحو 20-30 مليون دولار.

النيران اليومية

وفي عرض البحر يقوم الاحتلال بشكل يومي بالاعتداء على الصيادين من خلال إطلاق النار صوبهم واعتقالهم ومصادرة قواربهم.

ولم ترجع بحرية الاحتلال قارب الصياد، فايز أبو فول، الذي تعرض قبل عام ونصف للاعتقال ومصادرة قاربه "لنش".

ويقول أبو فول لصحيفة "فلسطين": "كان يعمل على القارب الذي صادره الاحتلال، نحو 15 صيادا كل فرد فينا يأوي عائلة، والجميع تعطل عن العمل بعد ذلك، فضلا أن صاحبه الذي يملكه تعرض لخسارة مادية كبيرة، فسعر القارب يبلغ 120 ألف دولار".

بدوره، أكد رئيس نقابة الصيادين نزار عياش، أن بحرية الاحتلال ترتكب اعتداءات يومية ضد الصيادين بدءا بإطلاق نار ومصادرة قوارب وقتلهم.

وذكر عياش لصحيفة "فلسطين" أن هناك نحو 45 قاربا محجوزة لدى الاحتلال قام بمصادرتها، فضلا عن منعه من إدخال مستلزمات الصيد الضرورية، وكذلك المولدات الكهربائية.

وأكد أن الاحتلال يحاول من خلال اعتداءاته وسياساته تفريغ البحر من الصيادين.

ويقدر عياش عدد الصيادين الذين اعتقلتهم بحرية الاحتلال منذ عام 2014م بنحو 250 صيادا، منهم خمسة صيادين لا زالوا في سجون الاحتلال، ثلاثة منهم اعتقلهم قبل شهرين، عوضا عن تعرض 20 صيادا لاعتقالات منذ بداية العام الجاري.

وذكر أن هذه الاعتداءات أدت لإصابة العديد من الصيادين في الرأس والجسم، واستشهاد صيادين منذ بداية العام، مشيرا إلى أن الاحتلال يقوم بارتكاب إجراءات تعسفية لا إنسانية في لحظة اعتقال الصيادين كإجبارهم على السباحة بالمياه الباردة، وعصب عيونهم، وتركهم على القارب ينزفون لحظة الإصابة.

وقال إن اعتداءات الاحتلال فاقمت من الأوضاع الاقتصادية للصيادين، حيث بات نحو85% منهم تحت خط الفقر، وفقا لنقيب الصيادين، الذى طالب بتدخل نقابي دولي لحمايتهم وتوفير حياة كريمة لهم.