فلسطين أون لاين

​من مخيم العودة شرقي غزة

أطفال غزة يخاطبون الدول العربية عبر "برلمان طلابي"

...
غزة - نسمة حمتو

طلبة من المرحلتين الإعدادية والثانوية، آمنوا أن العلم سلاحٌ لا بد من امتلاكه، وفي ذات الوقت كانوا يصدحوا بالحق الفلسطيني على أرض مخيم العودة شرقي مدينة غزة، في لحظة كانوا فيها "نوابًا" في "البرلمان الطلابي".

ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، نظّمت الكتلة الإسلامية شرق غزة، أمس، فعالية "البرلمان طلابي"، وكانت "الجلسة البرلمانية" بعنوان "رسالة اطفال فلسطين للدول العربية"، ولم تكن تشبه البرلمان وحده، إذ تشابهت في بعض تفاصيلها مع القمم العربية، حيث مثّل كلّ طالب دولة عربية محددة، ووجه رسالةً لحكومتها وشعبها، فيما كانت أعلام الدول العربية ترفرف في المكان.

لتوصيل الرسالة

قال مسئول الكتلة الإسلامية في شرق غزة عبد الكريم غزال إن البرلمان الطلابي يحاكي القمم العربية، وأن الطلاب من خلال هذا المنبر وجهوا عدة رسائل للدول العربية، لمطالبتها بالتحرك أجل مناصرة قطاع غزة.

وأضاف لـ"فلسطين" أن 70 طالبًا شاركوا في البرلمان، وهم مدارس إعدادية وثانوية في شرق غزة.

وتابع: "مثل هذه الفعاليات تدعم صمود الطلبة وتشجعهم على المشاركة في مخيمات العودة".

وأوضح غزال أن فكرة البرلمان نبعت من أجل المساهمة في توصيل رسالة فلسطين إلى شعوب الأمة العربية وقادتها، ومفادنا "أننا نسير منذ 70عامًا في طريق الحرية، لم يغمض لنا جفن، ولم تنكسر لنا إرادة، ولم نمل السير رغم الجراح والصعاب، لقد رحل الكبار وتوارث الصغار مفتاح الدار، إننا نمضي قُدُمًا في موكب الحرية".

وبيّن أن الطلبة المشاركين أرادوا أن يقول للعالم: "خرجنا بأعدادٍ كبيرة لنواجه غطرسة المحتل في مسيرات العودة الكبرى، وكلنا أمل أن تتعالي أمتنا اليوم على خلافاتها، لتتوحد من جديد على قاعدة المساوة بين الجميع، فلا يظلم القوي الضعيف".

مطلب إنساني

ودعا الطلاب المشاركون في البرلمان شعوب الأمة الإسلامية إلى التقارب والوحدة وزرع الأمل ‏برغم الجراح النازفة، وبث روح التراحم ونبذ الخلافات والفرقة، والوقوف مع شعب فلسطين حتى يستعيد حقه في العودة وتقرير مصيره وتحرير أرضه ومقدساته.

أكد الطلاب على أن القدس الشريف عاصمة لفلسطين، ولا يمكن الاعتراف بتقسيمها لشرقية وغربية.

وشددوا على الحق الأصيل للشعب الفلسطيني بالعودة الي دياره التي هجر منها قسرا في العام 1948.

في كلماتهم أثناء جلسة البرلمان الطلابي، وجّه الطلاب رسائل لكل الدول العربية، وخصّوا كل دولة برسالة محددة، تحدّثوا في عن معاناة الشعب الفلسطيني، وأكّدوا على طيب العلاقة مع الشعوب العربية الأخرى.

وكانت أول الرسائل لجمهورية مصر العربية، وهي: "من أرض غزة، ومن مخيمات العودة الكبرى، ومن أمام قوات الاحتلال التي تحرمنا من أرضنا، ننادي مصر، الدولة المحورية والمركزية، بفتح معبر رفح، هذا مطلب إنساني قبل أن يكون متطلبًا عربيًا قوميًا إسلاميًا، نحن على ثقة بأن مصر العروبة والحضارة والتاريخ لن تقبل أن يبقى مليوني مواطن فلسطيني يُعانون الحصار والفقر ويُكابد مرضاهم مرارة الألم دون تدخل".

أما الرسالة الثانية، فكانت للملكة العربية السعودية، ومفادها: "نعلم جيدا كم هو مقدار حب السعوديين، حكومة وشعبًا، لفلسطين ولثالث الحرمين الشريفين ولقضية فلسطين العادلة، وتاريخ المملكة وقيادتها خير دليل على الدور الرائد الذي تقوم به في إغاثة الشعب الفلسطيني، وتقديم المساعدات له؛ ندعوكم لمواصلة جهودكم، ويؤلمنا كثيرا ما يتردد عن نية المملكة إقامة علاقات من أي نوع مع الكيان الغاصب الذي لا يزال يحتل أرضنا ويهوِّد مقدساتنا".

نهضة مجتمعية

ثالث الرسائل كانت لقطر، وفيها قال الطلبة: "نوجه هذه الرسالة في الوقت الذي يحاول فيه طلاب غزة التميّز وتحقيق أعلى درجات العلم وبناء لبنات النهضة المجتمعية، وقد أطبق عليهم الحصار بفكيه، وغرقت غزة في الظلام، وضاقت بهم السبل، وتعكرت أجواء دراستهم، فوجدوا أنفسهم فريسة لجاهلية عصرية تأكل الحقوق وتنتصر للظالمين، ومن هنا نقدم نداء الاستغاثة إلى اخواننا في قطر بألّا تنسونا، وأن قفوا بجانبنا".

فيما كانت الرسالة الخامسة من نصيب الأردن: "هذا البلد الكبير بأبناء شعبه وطيبة أهله، الذي لم يتخلَ يوما عن فلسطين وشعبها، ولن يتخلى ما دامت دماء العروبة تسري في عروق شعبه، نحن في مرحلة صعبة للغاية، ونطالبكم بالوقوف جنبا إلى جنب معنا، حتى نحقق الهدف المنشود بالعودة لبلادنا بإذن الله".

والرسالة وجهها الطلاب لدولة الإمارات العربية المتحدة، هي: "إن العلاقة بين فلسطين وبين دولة الإمارات ليست جديدة، بل هي ممتدة وعميقة، فنحن نعلم كم تحملت الإمارات حكومة وشعبا من أجل فلسطين، لذا نطالب دولة الامارات بأن تجتهد في الدفاع عن فلسطين أكثر وأكثر في جميع المحافل الدولية".

مواقف مشرفة

وجاء في الرسالة التي وجهها الطلبة للسودان: "لم تنسَ فلسطين أبداً للسودان مواقفها المشرفة من القضية، وانطلاقاً من الواجب الديني فها نحن إخوانكم يا شعب السودان، لا تتخلوا عنّا، فعهدنا بكم أنكم لا تتخلوا عن إخوانكم، فلكم منا كل التحية والتقدير، نناشدكم بأن تمدوا لنا يد العون حتى نحرر المسجد الأقصى ونحقق طموحاتنا".

وقالوا في رسالتهم لتونس: "تاريخ تونس وقيادتها خير دليل على الدور المشهود الذي تقوم به في إغاثة الشعب الفلسطيني، وتقديم المساعدات له؛ ندعوكم لمواصلة جهودكم، وننتظر دعمكم ومساندكم لنا لنيل حقوقنا في العودة إلى أرضنا التي اغتصبها المحتل في تحرير مسري نبينا محمد صلى الله عليه وسلم".

أما رسالة الجزائر، فكانت: "هنا من على حدود غزة الإباء والعزة والتمكين، نبعث إليكم رسالتنا يا جزائر الحرية والأحرار وتوأم شعب فلسطين بأن لا تتخلوا عنّا فنحن عهدنا بكم ألا تتخلوا عن إخوانكم، فلكم منا كل التحية والتقدير".

ووجه الطلاب رسالة إلى ليبيا، ومفادها: "من أرض غزة الصمود ندعو إخواننا في ليبيا، حكومةً وشعبًا، إلى بذل المزيد من التضحيات لنرف راية القضية الفلسطينية عالية خفاقة في وقت تخلى عنا فيه القريب والبعيد".

مواصلة الدعم

وكانت رسالتهم للكويت: "بينما يتجاهل العالم معاناة فلسطين وأهلها، عقدت الكويت مؤتمرا دوليًا لمناصرة أطفال فلسطين وتوضيح معاناتهم، ندعوكم لمزيد من المواقف المُساندة لنا".

ولسلطنة عمان، قالوا: "نهيب بسلطنة عمان حكومة وشعباً أن لا ينسونا وأن يقفوا بجانبنا، ندعوكم لمساعدتنا في علاج جرحانا ومد يد العون لشعبنا الفلسطيني".

فيما كانت الرسالة المُوجهة للملكة المغربية: "نناشد أشقاءنا في المغرب أن يواصلوا مساندتهم لنا حتى ننال الاستقلال ونقيم دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها الأبدية القدس، مسرى الرسول الكريم".

وقال الطلبة في الرسالة التي وجهوها للعراق: "كان العراق يقدم المساعدات ويعمل على تشغيل أبنائنا الفلسطينيين في العراق، وكان من أوائل الدول التي مدت يد العون لشهداء انتفاضة الأقصى مطلع العام ، وكما عهدنا الكرم والجود والسخاء من أهل العراق، ندعوهم أن يستمروا في عطائهم وسخائهم وجودهم لإسناد قضيتنا".

"نشد على أيدي إخواننا اليمنيين قيادة وشعبا على مواصلة دعمهم لصمود أبناء شعبنا حتى استرداد كافة حقوقه المسلوبة وعلى رأسها تحرير كامل فلسطين"، كانت هذه رسالة الطلبة لليمن.

ودعا الطلاب مملكة البحرين ملكًا وشعبًا إلى العودة إلى ما كان عليه أسلافهم وأجدادهم البحرينيين في دعم قضية فلسطين.

رسائل حياة

كما دعوا موريتانيا إلى بذل المزيد من التضحيات لمساعدة الفلسطينيين في استعادة كافة حقوقهم المشروعة، مطالبين دولة الصومال ببذل المزيد من الجهود التي تساهم في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

ووجه الطلاب رسالة إلى دولة جيبوتي مفادها: "لا ننسى مواقف الشعب الجيبوتي من القضية الفلسطينية، كان ومازال يعدّ القضية الفلسطينية المحور والمرتكز، وبإنهاء الاحتلال وتحرير فلسطين سيعيش العالم العربي حياة سالمة هنيئة بعيدًا عن منغصات الصهاينة".

سوريا، دعاها الطلب الوقوف جنباً إلى جنب مع القضية وشعبها المناضل، فيما طالبوا لبنان بمواصلة دعمه صمود أبناء الشعب الفلسطيني حتى استرداد كافة حقوقه المسلوبة وعلى رأسها تحرير كامل فلسطين.

ودعوا جزر القمر إلى مزيد من الدعم للشعب الفلسطيني لنيل الحرية واسترداد الأراضي المسلوبة.