بعدما شاهدنا تفاصيل التحقيقات التي أجرتها وزارة الداخلية والأمن الوطني مع المتهمين في عمليات التخريب في قطاع غزة، وخاصة في عمليتي محاولة اغتيال الأخ القائد اللواء/ توفيق أبو نعيم "أبو عبد الله" حفظه الله، وتفجير موكب رئيس وزراء حكومة التوافق رامي الحمد الله قرب معبر بيت حانون (شمال قطاع غزة)، وكذلك عمليات التخريب و"الكركعة" التي تقع هنا وهناك بين الفينة والأخرى؛ فإننا نريد توجيه خمس رسائل مهمة في هذا السياق:
أولا: رسالة شكر وتقدير واحترام وتعظيم سلام نوجهها إلى الأجهزة الأمنية البطلة والشجاعة في قطاع غزة، وذلك على جهودها العظيمة والكبيرة التي بذلتها وتبذلها على مدار الساعة في سبيل تحقيق الأمن والأمان للمواطن الفلسطيني، ودعونا نقول: إن هذه التفاصيل التي وصلت لها الأجهزة الأمنية لا يمكن الوصول إليها إلا فعلًا بجهود كبيرة ومرهقة ومخلصة وبمعية الله عز وجل، وكذلك بجهود تنتمي إلى فلسطين حق الانتماء، فكل الشكر والتقدير لتلك الأجهزة الأمنية ولقادتها وضباطها وأفرادها فردا فردا وعلى رأسهم الأخ اللواء/ توفيق أبو نعيم "أبو عبد الله" حفظه الله.
ثانيا: رسالة إلى رئيس وزراء حكومة التوافق الفلسطيني رامي الحمد الله، يا "أبو الوليد"، بالله عليك هل أنت مؤمن حتى الآن أن حماس فعلا هي من قامت بمحاولة اغتيالك في قطاع غزة؟ إنني كصحفي وإعلامي فلسطيني كنت أحترمك احتراما كبيرا وبالغا لأنك كنت شخصية وطنية أكاديمية لها وزن مجتمعي راقٍ تستحق الاحترام، ولكن عندما نقرأ إصرارك على تجاوز الحقائق الواضحة وتماهيك مع روايات كاذبة ومفبركة، وعندما نشاهد تغاضيك وصرف نظرك عن الحقيقة الدامغة واتهامك للبريئين بأنهم مصدر جريمة اغتيالك؛ فهنا نتوقف ويتوقف العقل عن تشخيص شخصيتك وحالتك، لذا فإنه ينبغي عليك أن تتحرر، ونطلب منك فقط أن تكون حياديا وتحكم بالحقائق لا بالأحقاد والعواطف والميول والمناكفات.
ثالثا: رسالة إلى شعبنا الفلسطيني الصابر في قطاع غزة وفي الضفة الغربية وفي القدس والشتات، ها هي الحقائق تأتيكم تباعًا وها هي ماثلة أمام ناظريكم منذ سنوات وشهور طويلة، ففي كل مرة تُتّهم غزة بأنها مصدر الإرهاب والشر و"الكركعة" في المنطقة، فيتهمونها بأنها وراء كل مصيبة، وفي كل مرة تظهر الحقيقة الدامغة، وفي كل مرة تثبت غزة براءتها بالصوت والصورة والفيديو، ويظهر من يقف خلف كل تلك الممارسات الخارجة عن الصف الوطني الفلسطيني، ينبغي أن يكون لكل مواطن فلسطيني شريف موقف موضوعي تجاه هذه الأحداث والتطورات الخطيرة التي تحاول الزج بشعبنا الفلسطيني في نفق مظلم.
رابعا: رسالة إلى الشباب الفلسطيني الأبي الصامد، وخاصة إلى الشباب الذين تم التغرير بهم وبأنهم يعملون لصالح دين الله عز وجل الإسلام من خلال الحركات والمواقع "الجهادية"، نقول لهم: لقد آن الأوان أن تفيقوا من هذه الأوهام التي تعيشونها، كيف لكم أن تعملوا مع جهات لا تعرفون خلفياتها، كيف لكم أن تنفذوا أوامر جهات مجهولة النسب! أفيقوا يا شباب، فإن الإسلام بحاجة لكم، وإن قضيتكم وشعبكم الفلسطيني بحاجة إليكم وإلى جهودكم الكبيرة في مرحلة تحرير فلسطين، انتبهوا فلا تخدموا الاحتلال دون أن تعرفوا، لا تبيعوا دينكم بدنيا غيركم، فآن الأوان أن تفيق عقولكم من سكرتها، وأن تعودوا إلى رشدكم وشعبكم وأمتكم لأن التاريخ لا ولن يرحم أحدا، والأهم من التاريخ ما هي نهايتنا أفي جنة أم في نار جهنم، فانتبهوا قبل فوات الأوان.
خامسا: رسالة إلى الاحتلال "الإسرائيلي" الذي سرق أرضنا وحقوقنا وإلى أعوانه ومساعديه بأن خِبتم وخاب فألكم، فشعبنا الفلسطيني على درجة عالية من الفهم والمصداقية والوعي والثقافة، شعبنا الفلسطيني بات يعرف تماما ما هي الأدوار التي تطلبون تنفيذها لمصلحتكم، وتنفذونها من خلال أيادٍ حاقدة خبيثة وعابثة وبأساليب مختلفة، ولكن مهما حاولتم في استهداف وقتل شعبنا ورموزه وأبطاله؛ فإن الكلمة النهائية سوف تكون للحقيقة الدامغة، وسوف يعرف شعبنا الفلسطيني الصابر المحتسب كل الألاعيب التي تحاولون تمريرها، والتي ستفشل لا محالة أمام صبر شعبنا، وإن شعبنا الفلسطيني يعرف تماما بوصلته ومن هو العدو الحقيقي له، وأنه سيتحرر يوما ما منكم ومن إرهابكم.