فلسطين أون لاين

​الحكمة اليمانية تقطر دمعًا ودمًا ؟؟!!

الخروج من الشأن الفلسطيني الى شأن عربي ونحن غارقون فيما يسببه لنا الاحتلال من مآس تبدو كأننا نخرج عن أولوياتنا ونذهب إلى ساحات لا طائل من ورائها .. ولكن أحيانا لا بد للمنكوب أن يقف مع المنكوب كواجب أخلاقي وإنساني ، خاصة ونحن الفلسطينيين نكتوي باستمرار من نار الظلم والقهر والعدوان دونما اي انقطاع .

ما يجري في اليمن من استهداف للبشر هناك يفوق تصور البشر .. أن تقع القنابل والصواريخ على منازل السكان هناك اصبح أمرا اعتياديا وان نجد الفاجعة عندما تضرب عرسا فتقتل العشرات وتقتل الفرحة الى الابد من عائلات الضحايا ، أيتام وارامل وبؤس وشقاء دائم يزرعه هذا القصف العبثي .. هل تراهم فكروا في هذه الحرب ومشروعيتها جيدا ؟ وحتى لو كان الهدف شريفا وقادنا تحليلهم السياسي الى أهداف نبيلة وغايات شريفة فهل يجوز استخدام وسائل غير شريفة ؟ .. في الاصل، ما هي مشكلة الاستعمار ؟ المشكلة في أنهم أجازوا لأنفسهم استخدام الوسائل غير الشريفة حسب ميكافيلي " الغاية تبرر الوسيلة " فارتكبوا ما ارتكبوا من قتل واجرام من اجل بسط سيطرتهم وفرض نفوذهم . فحتى لو كان لقادة هذه الحرب البشعة اهداف نبيلة فلماذا يذهبون الى هذه الجرائم البشعة التي يندى لها جبين البشرية جمعاء .جعلونا فرجة للعالم أجمع وأصبح القتل وتدمير بيوت الفقراء والامعان في دماء اصحابها امرا معتادا .. لا ايها السادة الكرام .. ليس هكذا يوزن البشر ، اذا كان الانسان اليمني عندكم لا يزن جناح بعوضة فهو في ميزان خالقه وميزان من كان على مستوى حضاري يزن وزنا عظيما .. ماذا اذا أضفنا بما هو معروف لدينا في الثقافة العربية عن ما يمتاز به اليمني من حكمة يمانية ونخوة وشهامة وصدق ، باستمرار هو مرهف الحس مع القضايا العربية ويتفاعل معها بكل وجدانه خاصة القضية الفلسطينية ، انتماؤه عال وصادق مع قضايا أمته وهو مستعد للتضحية من أجل أية قضية عربية دون اي تردد . هذه الحكمة اليمنية المعروفة اليوم تقطر دمعا ودما ويخذلها القريب قبل البعيد .

اذا فقد القاتل وزنه الحضاري وأصبح في ميزان الامم التي تصنع الحضارة الانسانية المعاصرة لا وزن له ، لا يقدم ولا يؤخر لا في تقدم علمي ولا انجاز تكنولوجي ولا رقي انساني وانما اصبح عالة يعيش على انجازات الاخرين ، لا يوجد ما تقول عنه انه انتاج عربي قد اخترعه العرب وقدمه للناس ، من عقاله ولباسه الى سلاحه الذي يقتل به كله مستورد من الاخرين .. فقدوا وزنهم الحضاري فأصبحوا ينظرون الى الانسان بلا وزن سواء ذلك انسانهم الذي يدفعونه الى هذه الحرب ليمارس القتل او ذاك الانسان المقتول على حرابهم أو الحروب التي يشعلونها ويغذونها بالمال والسلاح ..

هذا القصف الاخير على عرس يمني يجب ان يحدث زلزالا في حياتنا الفكرية والروحية والثقافية ويجب ان يحرك كل من له وزن ، كل من لقراره وزن ، كل من لكلماته وزن، كل من لشعوره الانساني وزن .. يجب وقف مسلسل الجريمة هذا ووضع حد له .. لنبدأ بحراك شعبوي ، لنتحرر من الصمت واللامبالاة القاتلة ، لعل وعسى ان يكون لصوتنا صدى في من يتحكمون بالضغط على الزناد و لا يرون لهذا الانسان العربي اي وزن.