شرعت دولة الاحتلال (إسرائيل) في استعداداتها لمراسم فتح السفارة الأمريكية في القدس المحتلة والتي ستُجرى بتاريخ 14 مايو المقبل وبمشاركة وفد أمريكي مكون من 800 شخصية رفيعة.
الاستعدادات الإسرائيلية بالتأكيد ستتركز على حماية الوفد الأمريكي وضمان مرور جريمتهم بسلام، ولكنني على يقين أنها لن تمر بسلام، وقد يتم تأجيل افتتاح السفارة إلى أجل غير معلوم. اليهود لا يقدرون مدى خطورة الاستفزاز الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني ولا يقدرون خطورة الجريمة ووقعها على فصائل المقاومة الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة، كما أنهم لا يقدرون التبعات السياسية اللاحقة للجريمة والتي ستسحب البساط بشكل تام من تحت أقدام دعاة السلام وأنصار اتفاقية أوسلو.
انتفاضة القدس حين اندلعت كادت (إسرائيل) أن تفقد السيطرة بعد عشرات عمليات الطعن والدهس والتي تركزت في مدينة القدس، ولم تكن درجة الاستفزاز بلغت معشار ما قد تصله في 14 مايو، ولذلك فإنه من المتوقع أن تتجدد انتفاضة القدس في جميع الأراضي المحتلة دون استثناء للمناطق المحتلة عام 1948.
غزة ليست مغيبة ولا هي بعيدة عن الحدث، بل الاستعدادات فيها لمواجهة جنون ترامب ومغامراته العبثية سبقت التحضيرات الإسرائيلية لاستقبال الوفد الأمريكي الغازي لأراضينا المقدسة، وقد حذرت المقاومة الفلسطينية في غزة من أن مسيرة العودة الكبرى مستمرة ومتصاعدة وستبلغ ذروتها يوم 14 من مايو، وهنا لا نستطيع أن نتكهن ما الذي تحضره فصائل المقاومة من مفاجآت، ولكنها بالتأكيد لن تكون سارة للعدو الإسرائيلي ولا للمتآمرين معه على قضيتنا الفلسطينية.
منذ توقيع اتفاقية أوسلو وأصحاب الاتفاقية يمنون "أنصارهم " بأن سنقيم دولة وعاصمتها القدس الشرقية، وقد مرت السنوات والعقود دون أن يحققوا أهدافهم، بل على العكس تم الانقلاب على اتفاقية أوسلو انقلابا تاما من قبل الراعي الأمريكي لعملية السلام، وهذا بالتأكيد سيهوي بشعبية منظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها كافة، حيث لم يعد هناك شك بأن اتفاقية أوسلو لم تجلب سوى الدمار لشعبنا وقضيتنا ومقدساتنا ولا مجال للمزاودة بعد الان.
ختاما نقول غنه وبعد 70 عاما من احتلال فلسطين لم يظفر العدو بدولة مستقرة آمنة، وليست هناك دولة مستقلة ومستقرة تضطر إلى رفع درجة التأهب أو إعلان حالة الطوارئ في البلاد من أجل افتتاح سفارة، وهذا دليل على أن الأرض أرضنا وأن المحتل إلى زوال مهما جثم على صدورنا.