فلسطين أون لاين

​نزار ريان.. سيرة جهادية حاضرة بعد 8 سنوات من الشهادة

...
صورة أرشيفية
غزة - نسمة حمتو

رغم مرور ثمانية أعوام على استشهاده إلا أن سيرته الحسنة لا زالت حاضرة حتى اليوم بين تلاميذه وأبنائه ممن تربوا على يده وغرس فيهم حب الجهاد والتضحية لأجل الدين والوطن.. إنه القيادي البارز في حركة حماس وجناحها العسكري الشيخ نزار ريان الذي استشهد بتاريخ 1/1/2009 بعد تدمير منزله بالكامل، وهو وعائلته بداخله، من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي.

في السادس من شهر مارس لعام 1959م، ولد الشيخ نزار ريان في أسرة محافظة، حيث تربى منذ صغره على حب المقاومة والجهاد في سبيل الله.

عاش الشيخ ريان في مخيم جباليا بجوار مسجد الخلفاء الراشدين بعدما هُجرت عائلته من قرية نعليا عام 1948م، وعمل إماماً وخطيباً متطوعاً في مسجد الخلفاء الراشدين، من عام 1985م حتى عام 1996م، ونشأ في أحضان الدعوة الإسلامية واعتقل عدة مرات من قبل الاحتلال الإسرائيلي لمدة 4 سنوات.

حصل على شهادة البكالوريوس في أصول الدين من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وتتلمذ على جمع من أبرز مشايخها، وعمل بعدها في الجامعة الإسلامية معيداً، مدة ست سنوات ومن ثم حصل على درجة الماجستير من كلية الشريعة الغراء بالجامعة الأردنية بعمان في تخصص الحديث الشريف، ثم حصل على رتبة الأستاذ المشارك سنة 2001 كما حصل على رتبة الأستاذية سنة 2004.

الصدق والأمانة

عبد اللطيف ريان تعلم على يد شقيقه الشهيد في الجامعة الإسلامية وكان من أشد المعجبين به، قال لـ"فلسطين" عن سيرته الحسنة: "لم يكن فقط شقيقي إنما كان أبي الثاني وأستاذًا. كان كل شيء بالنسبة لنا".

وأضاف: "تعلمت من أبي بلال أمورًا كثيرة أهمها الصدق وعدم التعامل مع الإشاعات والصبر على الناس والصدقات والعطف على الناس وصلة الرحم والالتزام.. تعلمت الكثير من الأمور التي أسير بها في حياتي حالياً".

وتابع: "حتى على صعيد العمل الجهادي كان يحث الجميع دائماً على الجهاد. لا زلت أذكر جملته الشهيرة (أثناء رسالة الماجستير الخاصة به والتي تحدثت عن الشهادة): من العيب أن أتكلم عن الشهادة والشهداء وأنا لا أُستشهد".

وأكمل ريان حديثه عن سيرة شقيقه الطيبة:" كان نزار لا يعلم الناس شيئا حتى يسبقهم فيه ليكون قد طبق العلم قبل تعليمه لتلاميذه. التشبه بالكرام فضيلة لذا أتمنى من الله أن أكون مثله ومثل سيرته الطيبة التي لا زالت حاضرة حتى يومنا هذا".

سيرة حسنة

ابنة الشهيد "ولاء ريان" قالت لـ"فلسطين" عن والدها:" لا زلت أذكر عندما تقدم زوجي لخطبتي طلب منه مهرا قدره 10 دنانير فقط دون مؤخر أو عفش منزل، كان عمري 14 عاماً. يومها أجلسني في حضنه وقال لي إن محمود يريد خطبتك وقد وافقت".

وأضافت:" كان الوالد رحمه الله يحرص على ترك الأثر الطيب فينا، سألته حينها لماذا مهري 10 دنانير فاستشهد لي بحديث رسولنا الكريم أقلهن مهراً أكثرهن بركة، كان الوالد رحمه الله أكثر شيء أثر في حياتي بالإيجاب وله الأجر في هذا الأمر".

ورغم استغراب البعض من مهرها إلا أنها تقبلت الموضوع بصدر رحب خاصة وأن والدها عودها على عدم حب المال، وأن الهدف من هذا المهر هو التخفيف عن الناس وتشجيع الشباب على الزواج.

وتابعت "ولاء" قولها:" عندما أفكر الآن في الموضوع أرى أن كلام والدي صحيح فكثير من الشباب لا يستطيعون الزواج بسبب غلاء المهور، فالدنيا ذاهبة والأمور المادية ليست شيئاً إذا كان الشاب على خلق ودين".

وأشارت إلى أن والدها ساعدها كثيراً في تجهيزها للزفاف وكان يهتم بأدق التفاصيل من حيث الملابس والحلي والزينة.

الدراسة مهمة

ومن أكثر المواقف التي تتذكرها عن والدها تشجيعه لها في موضوع الدراسة، فقد تزوجت في سن مبكرة ورغم ذلك درست الثانوية العامة وأنهتها بدوام منزلي، ورغم صعوبة الحمل والولادة إلا أنه كان يشجعها ويقول لها خيركم من تعلم الدين وعلمه.

وقالت: "بعد إكمالي دراسة الثانوية العامة كان يشجعني الوالد على إكمال الدراسة الجامعية وبعد استشهاده أكملتها عملاً بوصيته وتخرجت بتقدير جيد جداً وهذا يعود له بالتأكيد".

لا زالت سيرة الشيخ نزار الطيبة موجودة في أبنائه الذين بقوا على قيد الحياة وهم براء وبلال ومحمد، فالأول يكمل دراسته العليا في الحديث الشريف على درب والده والثاني يكمل علاجه بالخارج والثالث لا زال محافظاً على سيرة والده الذي زرع فيهم حب الوطن.

كل ما تتمناه ولاء هو أن تتحرر فلسطين وأن يتم عقد صفقة تبادل جديدة يخرج معها المزيد من الأسرى من سجون الاحتلال، وإنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية.