فلسطين أون لاين

كراهية؟!

يبدو أن الكراهية بين الحاكم والمحكوم باتت جزءا من السياسة في النظام العربي. لا يمكن تفسير ما يحدث في سوريا والعراق واليمن بين النظام والشعب بعيدا عن عامل الكراهية ضد الشعوب. ويبدو أن رئيس السلطة قد غرف من الكراهية ما لا وزن له في عدد من الدول العربية؟! الرئيس لا يكره حماس وحدها، بل هو ربما يكره فتح أيضا، ويكره غيرها من الفصائل، والأسوأ من ذلك أنه يكره غزة وسكانها، سواء أكانوا فوق الأرض أو تحت الأرض؟!

لقد ترددت كثيرا في الحديث عن موضوع الكراهية، ولكن حين طفح الكيل، ولم أجد تفسيرا سياسيا معقولا لإيقاف رواتب الموظفين من أبناء فتح في غزة لشهر مارس باستثناء عشرين أو ثلاثين من القيادات؟! إضافة إلى الخصومات، والإحالات إلى التقاعد المبكر وهي سبقت إيقاف الرواتب؟! كنت أبحث عن تفسير، فقلت لعل الأمر كما قال عزام الأحمد يرجع إلى خلل فني؟! ولأن الخلل الفني يمكن أن يصلح في يوم أو يومين، ولم يحدث ذلك استبعدته. ثم قلت لعل الرجل يريد أن يوظف هذه المسألة في القمة للحصول على دعم خليجي؟! ولكن انتهت القمة ولم يحدث ذلك فاستبعدت هذا السبب. ثم قلت ربما هو يفعل ذلك كراهية في حماس؟! ولكن قلت إن المتضرر الأول هو فتح والشعب في غزة وليس حماس؟! عندها قلت يبدو أن الرئيس يكره غزة، وأهلها، لذا يحرمها حقها في الراتب ، كما حرمها حقها في المشاركة في الحكم، وفي الحياة المستقرة؟! جريمة غزة أنها لا تريد أن تعود الفوضى لأزقتها باسم الراتب؟!

قد يكون عامل الكراهية تفسيرا بعيدا عن الدبلوماسية، ولكن أهل الدبلوماسية لم يسعفوا غزة بتفسير سياسي أو منطقي. قالوا خلل فني؟! وصبرت غزة. وقالوا إن الراتب حق وليس منة ولا أحد يستطيع أن يحرم موظفا من راتبه كما قال عباس زكي؟! وصبرت غزة، والشهر يكاد ينتهي ولا توضيح من الرئيس، والموظفون يصرخون: أين الراتب؟! وبعض البيوت لا تجد ما يسترها بعد توقف الراتب؟!

في غزة من يقول هل المال في فلسطين ملك خاص بالرئيس وحاشيته المقربة، بحيث يعطي الضفة ويمنع غزة؟! وآخرون يسألون ماذا يفعل وزراء هم من سكان غزة وهم في حكومة تمنع الراتب عن الموظفين؟! يجدر بهم أن يرفعوا أصواتهم إن كانوا يمثلون غزة مطالبين بحقوق غزة، أو أن يستقيلوا. ولست أدري لماذا لا يبيّن القضاء الفلسطيني (المستقل؟!) الحكمَ في حكومة ورئيس يمنعان الموظف راتبه؟! هل بات القضاء جزءا من منظومة المتفرجين على المأساة؟! كراهية غزة يجدر ألّا تمنع غزة حقها في الحياة الكريمة، وألا تمنع أبناء الموظف حقهم في راتب أبيهم؟! هل ضمن عباس سكوت المتضررين كرها، فقام بقطع رواتبهم، بعد أن سقاهم مخدر الصمت؟ أم أن كرة الجليد تكبر يوما بعد يوم؟!