فلسطين أون لاين

المشاركات الأُسرية في مسيرات العودة فرصة لتعزيز الانتماء

...
غزة - رنا الشرافي

حب الوطن هو انتماء فريد وإحساس راقٍ وتضحية شريفة ووفاء، فهو ليس مجردَ ملابسَ معينةٍ أو لهجةٍ خاصةٍ أو انتماءٍ حزبي، بل هو أسمى من ذلك، وهذا الحب للوطن والقضية كانت له صورته الواضحة في مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار على حدود قطاع غزة الشرقية، من خلال مشاركة العائلات فيها، فقد تحولت مسيرات العودة من مسيرات بمشاركات فردية إلى مشاركات عائلية، حيث تخرج العائلة بأكملها لتشارك.

ولم تقتصر مشاركات أفراد الأسر الفلسطينية على الكبار فقط، بل نجد الأطفال والشبان وكبار السن الذين عاشوا في الداخل الفلسطيني قبل احتلاله عام 1948، والذين لا ينفكون يروون للصغار حكايا عن أيامهم في تلك القرى والمدن الفلسطينية.. فكيف تنعكس المشاركة العائلية على أفراد الأسرة من ناحية اجتماعية ونفسية؟

تأثير تربوي

الأخصائية الاجتماعية بدور شعشاعة رأت أن المشاركات الأسرية الواسعة في مسيرات العودة لها دلالات كثيرة تؤكد على مدى ارتباط الفلسطينيين بأرضهم وقضيتهم.

وقالت لـ"فلسطين": إن "تلك المشاركات الأسرية عمقت الشعور بالانتماء للوطن والمحافظة على استقراره، وأن مشاركة الأفراد في هذه المسيرة يدل على مدى شعورهم بالانتماء إلى وطنهم وتاريخهم، هذا الانتماء المتوارث من الأجداد إلى الأحفاد".

وأضافت: "يشعر أفراد الأسرة بالفخر والاعتزاز بالانتماء للوطن والمحافظة على ممتلكاته، فأساس الانتماء هو المشاركة الفعالة في مثل هذه الأحداث، وحث أفراد العائلة على التعاون مع باقي أفراد الشعب لمواجهة المشكلات".

وتابعت: "لهذه المشاركة العائلية تأثير اجتماعي وتربوي، خصوصا في نفوس الشباب والأطفال، فهي تغرس قيما عدة في حياتهم كحب الوطن والمشاركة المجتمعية وكذلك الترابط العائلي".

وأوضحت أن "الفرد لا يمكن أن يحقق الشعور بمكانة الوطن والأمن والقوة والحب إلا من خلال هذه المشاركة, فمن خلال المشاركة تبرز سلوكيات الأفراد كتعبير عن الهوية وعن الانتماء".

وبينت: "وأيضا فإن الانتماء يؤدي إلى نمو الذات وتحقيقها، وكذلك تحقيق تميز الفرد وفرديته، وتماسك المجتمع، فمن خلال الانتماء القوى للوطن تترجم أعمال الفرد بما يخدم المجتمع والوطن".

وقال شعشاعة: إن "هذه المشاركة تنمي وعي الفرد بالواجبات والمبادئ الوطنية وتجعله يتعامل مع بلده بأسلوب حضاري ومتقدم، وتدفعه للقيام بالأعمال التطوعية التي تخدم الوطن وتساعد الجميع".