من جديدٍ يُطّبق "الموساد" نظرية في قمة العنصرية "أن العربي الجيد هو العربي الميت" فنراه يرفرف بأجنحته القذرة فوق بلادٍ ليس له علاقة سياسية معها، مُخترقاً سيادتها والأعراف السياسية ليغتال رجلاً يظن أنه ساهم في تطوير قدرات حماس العسكرية أو قد يكون له دور في تطويرها في قادم الزمن، ليؤكد أنه طائر عابر للقارات وعيناه مفتوحتان على كل شيء وفي كل مكان، فلا تمنعه مطارات أو موانئأو حدود أو خطوط أخلاقية أو قانونية في سبيل إنجاز الهدف.
من جديدٍ يؤكد اليهود الذين يحتلون أرضنا أنهم امتدادٌ بيولوجيٌ وإيديولوجيٌ لليهود الذين ذكرهم الله في القرآن الكريم، فهم (ذريةٌ بعضها من بعض) حيث القتل والتدمير والدسيسة ديدنهم وأنبوب الأكسجين الذي يتنفسون منه، وهذا نابع من نظرة الاستعلاء التي تسكن في نفوسهم.
استيقظنا صباح السبت21 أبريل على فاجعة من العيار الثقيل حيث اغتال "الموساد" أحد أبناء فلسطين العلماء المتفوقين في مجال الطاقة والهندسة الكهربائية في ماليزيا وهو متوجه لصلاة الفجر، الشاب الخلوق الحافظ لكتاب الله فادي البطش.
إن عملية الاغتيال هذه ليست الأولى ولن تكون الأخيرة طالما أن عقلية القتل متجذرة في عقول الصهاينة، وهي تأتي ضمن سلسلة عمليات نفذها "الموساد" ضد علماء ونشطاء عرب ومسلمين وحتى من جنسيات أخرى، بسبب رفضهم التسبيح بحمده والنوم في حضن أفكاره، وعدم منح أي تفوق للوجود العربي والإسلامي في المجالات ذات الشأن ودعم المقاومة مثل اغتيال المناضل الفلسطيني محمود المبحوح قائد في كتائب القسام في الإمارات، وطيار حماس التونسي محمد الزواري في تونس، والمناضل الفلسطيني عمر النايف في بلغاريا، وخطف المهندس ضرار أبو سيسي من أوكرانيا بحجة أنه يعمل على تطوير أسلحة القسام، وغيرهم الكثيرون منذ بداية الصراع.
فادي البطش حصل الشهيد على درجتي البكالوريوس والماجستير في الهندسة الكهربائية من الجامعة الإسلامية بغزة أواخر عام 2009، كما حصل على درجة الدكتوراة في الهندسة الكهربائية، من جامعة ملايا بماليزيا عام 2015، وكان بحثه بعنوان: "رفع كفاءة شبكات نقل الطاقة الكهربائية باستخدام تكنولوجيا إلكترونيات القوى". وكان يعمل أستاذًا جامعيًّا في الهندسة الكهربائية، تخصص إلكترونيات القوى، في جامعة كوالالمبور، وكان أول عربي يحصل عام 2016 على منحة "خزانة" الحكومية، وهي الأولى في ماليزيا من حيث جودة المنحة ومن أفضل الجوائز العالمية، وخلال رحلته الأكاديمية، نشر الشهيد 18 بحثًا محكمًا في مجلات عالمية ومؤتمرات دولية.
كان الشهيد فادي على موعد مع رحلة إلى تركيا لترؤّس مؤتمر علمي دولي في الطاقة هناك، لكن مشيئة الله اقتضت له الشهادة، رحم الله الشهيد وأسكنه الفردوس الأعلى.