دعا د.صائب عريقات الفصائل الفلسطينية للمشاركة في اجتماعات المجلس الوطني، عادًّا انعقاده استحقاقًا كبيرًا، مضيفًا: لو كان مؤسس حركة حماس الشيخ الشهيد أحمد ياسين على قيد الحياة لحضر الاجتماع.
نقاط كثيرة تستوقفنا في كلام د.عريقات، وأول ما يتبادر إلى ذهن من يستمع إلى تلك التصريحات أن العلاقة بين حماس وفتح على ما يرام، وأنه لا خلاف بينهما سوى حول المشاركة في دورة المجلس الوطني نهاية الشهر الجاري، والصحيح أن الخلافات بين فتح وحماس في أوجها وضاقت مساحة التوافق إلى حدٍّ كبير جدًا يراه الجميع ولا حاجة للشرح.
يعتقد د.عريقات أن انعقاد المجلس بحد ذاته استحقاق كبير يوجب على باقي الفصائل المشاركة، ولكنه لم يوضح ما الذي يقصده بـ"استحقاق كبير"، ما الذي سيتحقق بانعقاده حتى لو شاركت جميع الفصائل؟ هل هو استحقاق يخدم المصلحة الفلسطينية العامة أم يخدم فصيلًا بعينه؟
يفترض عريقات أن الشيخ الشهيد أحمد ياسين -رحمه الله- كان سيشارك لو كان حيًّا، ولكن لماذا رفضت الجبهة الشعبية، وهي ثاني فصيل في منظمة التحرير المشاركة؟ رفضت لأنها تعتقد أن انعقاد المجلس لا يخدم الوحدة الوطنية -بغض النظر إن بقيت على موقفها أو أنها رضخت في قادم الأيام لضغوط اللحظات الأخيرة- فأنا لا أعتقد أن تكون الجبهة أحرص من الشهيد ياسين على وحدة الشعب الفلسطيني، كما أنني لا أعتقد أن تخطئ الغالبية (حماس والجهاد والجبهة الشعبية) في تقدير أمر وتصيب أقلية؟
منظمة التحرير الفلسطينية لها نصب كبير في اتفاق القاهرة وكل الاتفاقات اللاحقة بين فتح وحماس، ولا بد من إخضاعها لإعادة بناء وتأهيل حتى تكون ممثلة لجميع الفصائل بما فيها حماس والجهاد ، وحتى تكون اجتماعات مجلسها الوطني محل توافق وحتى يكون انعقاده مستندا إلى مصلحة الكل الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وهذه النقاط الأساسية لا يجوز لكبير المفاوضين د.صائب عريقات أن يتجاهلها أو يتجاوزها ثم يكتفي بالقول إن انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني استحقاق كبير دون أن يشرح أو يأتي بدليل.