ظهر "الصخرة" في الفيديو "الساخر" الذي سجله نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي لمجموعة من الشباب الفلسطيني الثائر في وجه الاحتلال الإسرائيلي ضمن مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار، وكانوا ينتقدون في حديثهم تصريحات الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي "أفيخاي أدرعي"، من خلال تقليده وكأنهم يتحدثون العبرية ويترجمونها للعربية بطريقة ساخرة.
اسمه عبد الجليل عطار، من قريبة يبنا المحتلة منذ عام 1948، يبلغ من العمر 25 عاماً، لقبه "الصخرة"، وهو كغيره من الشبان الثائرين بصدور عارية، لا بندقية في يدهم ولا درع يصد رصاص الغدر الإسرائيلي، وإنما هي "دعوة أم" لـ"آخر العنقود" بـ"الله يحميك يما.. دير بالك من القناصة".
نطالب بحقّنا
عن ثورته ورفاقه في وجه الاحتلال رغم كونهم عُزّلًا، قال عطار: "لم نأتِ للحرب ولا كي نُقتل.. لقد جئنا حتى نوصل رسالة للعالم الحر بأننا شعب سرق الاحتلال أرضه التي يراها أمام عينيه ولا يستطيع أن يطأها أو يشم رائحة ترابها".
وأضاف لـ"فلسطين": "نحن هنا نطالب بحقنا في أرضنا، وبشكل سلمي بالكامل.. آن الأوان لنعود إلى أراضينا بدلاً من أن نعيش هنا في مخيمات اللجوء، وعلى الحدود في كل لحظة قد يباغتنا الموت".
حياة "عطار" كمعظم الشباب الفلسطيني اللاجئ، فهو شاب في مقتبل العمر، يسكن في مخيم لللاجئين على أطراف المدينة، وفرد في عائلة مكونة من تسعة أفراد، منعته ظروفه المادية من متابعة دراسته الجامعية رغم كونه ابنه معلمًا، لكن هذا المعلم وقع ضحية خلافات سياسية فانقطع راتبه عام 2007، لتمر عائلته بسلسلة من الأحداث انتهت بوقوف "عبد الجليل" على بسطة لبيع القهوة وسط سوق رفح.
وعن الفيديو الذي ظهر فيه مع صديقه حسام خلف الملقب بـ"المخ"، حيث قام عطار بدور مسؤول إسرائيلي يتحدث العبرية ويترجمها "المخ" مقلداً الإعلامي الفلسطيني المعروف ناصر اللحام، قال: "هي رسالة أردنا أن نؤكد فيها من هو الإرهابي".
وأضاف: "يقول (المنسق) إننا إرهابيون وجئنا للموت، ونحن نقول له إن ما تلقيه علينا طائرات الإف 16 والاستطلاع ليس زهوراً بل صواريخ قتلت وشردت آلاف الفلسطينيين العزل، ونحن اليوم جئنا إلى الحدود نطالب بأرضنا التي يقف عليها المحتل، وبكل سلمية".
وتابع: "لماذا قتلوا الشهيد إبراهيم أبو ثريا المقعد؟ ولماذا قتلوا الشهيد عبد الفتاح عبد النبي؟ ماذا كان يحمل؟ عجل (كوشوك).. ما الضرر الذي سيلحقه العجل بجيش مدجج بالسلاح؟".
وأعرب عطار عن عزمه على المشاركة في فعاليات مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، وخاصة في أيام الجمعة، حتى يتحقق حلم كل لاجئ فلسطيني بالعودة إلى مدينته وبلدته الأصلية.
وقال: "نفسي أشوف أرضنا وأشرب من بير المي يلي حفره جدي، وأشوف أرض الديار يلي حكت عنها ستي..".
وأضاف: "أتمنى أن يأتي اليوم الذي أصلي فيه في المسجد الأقصى، فأنا رغم صغر سني ممنوع من السفر من قبل ثلاث دول هي مصر والسعودية إضافة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، وكل ذلك فقط لأنني أطالب بحقي كفلسطيني بالحياة والعيش الكريم في أرضي".
ولفت إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي نشرت صورته على مواقعها الإخبارية، مع تعليق يقول إنه يمول مجموعة "الكوشوك" وإنه "إرهابي"، مؤكدًا: "لست إرهابيًا، هم يعيشون على أرضي أما أنا فأعيش في مخيم للجوء وأريد العودة".