فلسطين أون لاين

ثائر رصاصة احتلالية تفتك بحلم رؤية مولودته الجديدة

...
غز -جمال غيث

كان الغزي ثائر رابعة ينتظر ولادة طفلته الجديدة بعد ثلاثة أشهر، لكن رصاصات الاحتلال الإسرائيلي حرمته استقبالها.


كأنما كان رابعة يشعر بقرب استشهاده، عندما كتب وصيته في 28 آذار (مارس) الماضي، وحث عائلته على الصبر والثبات والتمسك بحقهم في العودة إلى ديار الآباء والأجداد، التي هجرتهم منها العصابات الصهيونية سنة 1948م.


واستشهد رابعة (30 عامًا) في السادس من الشهر الجاري، متأثرًا بإصابته برصاص قناصة الاحتلال الإسرائيلي، الذي اخترق رجليه اليمني واليسرى، وتسبب في نزف حاد له، خلال مشاركته في 30 من الشهر الماضي في مسيرة العودة السلمية، في أولى فعالياتها شرق غزة.


ورافق فارس (35 عامًا) شقيقه ثائر، خلال توجهه إلى المشاركة في المسيرة السلمية بمخيم العودة، وطوال مدة مكوثه في المستشفى إلى أن ارتقى شهيدًا.


ومع انطلاق مسيرة العودة السلمية، تزامنًا مع إحياء الذكرى الـ42 لأحداث يوم الأرض؛ كان ثائر قد تجهز منذ ساعات الصباح، وانطلق برفقة شقيقه إلى مخيم العودة ليؤكد تمسكه ببلدته "حمامة" التي طالما حكى عنها الآباء والأجداد.


يقول شقيق الشهيد لصحيفة "فلسطين": "بمجرد أن وصلنا إلى هناك حاول الاحتلال تفرقة المحتشدين السلميين في مخيم العودة، ثم باغتنا بإطلاق الرصاص وقنابل الغاز، فاختبأنا بجوار كومة من الرمال، إلى أن أشعل المتظاهرون إطارات السيارات لتحجب الرؤية عن جنود الاحتلال، فخرجنا من المكان بعد نحو نصف ساعة".


ويضيف بحزن: "ما إن خرجنا من المكان بسرعة حتى سقط أخي ثائر على الأرض، نتيجة إصابته برصاص قناصة الاحتلال الإسرائيلي في مفصل رجله اليمنى".


وصعّب إطلاق النار الكثيف مهمة رجال الإسعاف، الذين حاولوا الوصول إليه بأقصى سرعة ممكنة.


يتابع فارس: "رغم الألم والنزف كان شقيقي مبتسمًا"، وتسلمت الطواقم الطبية المصاب.


"نتيجة لخطورة وضعه الصحي نقل رابعة من مستشفى العودة شمال القطاع إلى قسم العناية المكثفة بمجمع الشفاء الطبي، وبعد أيام نجحت العائلة بالحصول على تحويلة لعلاجه في مستشفيات فلسطين المحتلة، لكن الاحتلال الإسرائيلي رفض خروجه، ليمكث في المستشفى ثمانية أيام، ويشيع بعدها شهيدًا"، والكلام لأخي الشهيد.


الشهيد كان متزوجًا، وله طفلة لم تتجاوز بعد عامها الثاني، وينتظر قدوم مولودته الجديدة بعد ثلاثة أشهر.


في هذه اللحظة تغرورق عينا فارس بالدموع، قائلًا: "كان أخي حريصًا على الصلاة في أوقاتها، ومحبًّا لبلدته الأصلية حمامة وكان يحلم بالعودة إليها، وأن تنتهي معاناة الأسرى، ويلتم شمل شعبنا الذي تسبب بمعاناته الاحتلال الإسرائيلي".


ومنذ 30 آذار (مارس) الماضي يحتشد فلسطينيون في منطقة السياج الاحتلالي الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة سنة 1948م، مشاركين في مسيرات العودة السلمية، المطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها.