فلسطين أون لاين

"بنات" يصنع "مفاتيح العودة" ويهديها للمشاركين في المسيرات

...
غزة - نسمة حمتو


كانت قطع الحديد المهملة في ورشته الصغيرة ملهمة له لصناعة "مفتاح العودة" لأبنائه الثلاثة كي يشرح لهم معنى "حق العودة" بطريقة عملية، توجه مع أبنائه الثلاثة إلى الحدود الشرقية لمخيم البريج، وعلّق لكل واحد منهم مفتاحه.

المفاتيح المعلّقة على صدور الأطفال جذبت المئات من المشاركين في المسيرة، فطلبوا من الأب أن يصنع لهم مثلها..

درسٌ للأبناء

"علي بنات" (29 عامًا) أراد أن يفعل شيئًا يشجع به أبناء شعبه على التمسك بحق العودة بشكل أكبر، ولما انهالت عليه طلبات صناعة المفاتيح، أُعجب بالفكرة، ورآها تصبّ في هدفه، وتوقع أن تروق لكبار السن الذين يتمسكون بالأرض ويحفظون كل ما يتعلق بتاريخ البلاد.

صنع "بنات" ما يزيد عن 100 مفتاح من الحديد المهمل في ورشته، ووزعها على خيام العودة شرق مخيم البريج، وهو ما لاقى إعجاب المشاركين هناك، والذين طالبوه بصنع دفعة جديدة من المفاتيح ليوزعها عليهم ولكن ضعف الدخل المادي له وعدم قدرته على شراء كميات جديدة من الحديد منعاه من ذلك.

قال بنات لـ"فلسطين": "استطعت من خلال هذه التجربة أن أغرس في أبنائي حب الوطن والتعلق بالعودة التي كانوا يجهلوا معناها، بالإضافة إلى أن المفاتيح كذلك كانت بمثابة هدية للمشاركين في المسيرات على الحدود الشرقية".

وأضاف: "عندما رأى الناس هذه المفاتيح عادوا 70 عامًا للخلف، إلى مفاتيح منازلهم التي تركوها وفروا هاربين من بطش الاحتلال الإسرائيلي، هذه المفاتيح حرّكت حلم العودة إلى يافا وحيفا والفلوجة وبئر السبع وحمامة وكل البلدات الفلسطينية التي يتمنى آباؤنا وأجدادنا العودة لها مرة أخرى وتقبيل ترابها، هذه القرى التي لم نراها ولكننا لمسنا حبها من أهلنا، لقد أوصاني والدي أن أحتفظ بمفتاح منزله في مدينة يافا كي أسلمه لأبنائي".

وتابع: "مشاركة أبنائي في مسيرات العودة يعني أن لنا حق عند الاحتلال ويجب أن نحصل عليه، بالإضافة إلى طرق أخرى نستخدمها لنعزز في الصغار التمسك بالحق، ومنها رواية قصص عن البلاد لهم، وغرس حبها في نفوسهم، والتأكيد لهم على حتمية العودة".

وعن رد فعل المشاركين في المسيرة، أوضح بنات: "كانوا سعداء جدا بالمفاتيح التي قدمتها لهم، وزادت ثقتهم بأننا سنعود يوماً إلى أراضينا المحتلة، ومنهم من بادلني الهدية بهدية أخرى، فرسموا لأبنائي على وجوههم علم فلسطين واسم مدينتنا الأصلية يافا"، مبينا: "سعادتهم كانت سببا في سعادتي أنا".

وأشار إلى أنه أصيب برصاص الاحتلال في قدمه قبل ما يزيد عن 11 عامًا، وهذه الإصابة زادته حبًا لفلسطين وتمسكا بحق العودة.