قائمة الموقع

حفل تأبين للصحفي الشهيد "مرتجى" غرب غزة

2018-04-10T06:03:47+03:00
جانب من حفل التأبين في غزة أمس (تصوير / محمود أبو حصيرة )

نظمت كتلة الصحفي الفلسطيني مساء أمس، حفل تأبين للمصور الصحفي الشهيد ياسر مرتجى أمام منزله بحي "تل الهوا" غرب مدينة غزة، تخلله الإعلان عن إطلاق اسم الشهيد على قاعة وزارة الإعلام الحكومي تخليدا لذكراه.

وعرضت كتلة الصحفي فيديو يوثق صورًا ومشاهد مصورة للشهيد مرتجى، كما نعت قناة الجزيرة الوثائقية خلال الفيديو الصحفي مرتجى، واعتبرته زميلا وأحد أفراد أسرتها بمساهمته في فيلم "بيسان".

رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف، قال في كلمه له: "ننعى ياسر ذلك المواطن الغزي الذي عبر بكلمات بسيطة بحلمه, بتصوير غزة من الجو عبر عن حلم مليوني إنسان يعيشون في غزة، وعكس واقع معاناة أهالي القطاع، أم ننعى ياسر الشاب الذي أحبه كل من عرفه ووجده إنسانا مبتسما قريبا للقلب ومليئا بالنشاط والحيوية".

وأضاف معروف: "أم ننعى ذلك الصحفي صاحب الهمة العالية"، مستذكرا حينما جاء ياسر للمكتب الإعلامي الحكومي لإجراء التراخيص لإنشاء شركة إعلامية، وكان يتحدث حول طموحه لإنشاء الشركة التي كان يعمل بها.

وتابع: "رأيت أنه سيكون لياسر مكانة كبيرة، وكنت أرى فيه بما يمتلك من موهبة وعزيمة وإصرار أنه سيحقق هذه المكانة ولم يكن بمخيلتي أن تصل لمكانة أكبر مما كان يطمح بالاستشهاد".

وأكمل معروف: "إن ياسر ذلك الإنسان الفلسطيني الذي بلغ عمر حكايته ثلاثين عاماً، ظن الاحتلال أنه بقتله يمكن أن ينهي هذه الحكاية، وما علم أنه بدأ الحكاية التي ستكون أصعب وأشد مرارة على الاحتلال، مما كانت عليه حياة ياسر".

وبين أن حكاية ياسر فيها من صفحات الحب والتحدي والإصرار والعزيمة ما يمكن أن توثق في قصص وروايات كثيرة ويكفي أن تختم هذه الخاتمة بالشهادة، داعيا الصحفيين للسير على ذات الدرب والطريق الذي سار عليه ياسر.

ولفت معروف إلى أن الاحتلال يعتقد أنه باستهدافه الممنهج للصحفيين في معركة مسيرة العودة، يمكن أن يطوي صفحة مشرقة من تاريخ العمل الصحفي الفلسطيني وهو يوثق جرائم الاحتلال بحق أبناء الشعب، ويظن أنه يستطيع منع الرواية من أن تقال والصورة من أن تصل.

عضو الهيئة التنسيقيّة لمسيرة العودة في قطاع غزّة صلاح عبد العاطي، أكد أن ياسر لم يهدد حياة جنود الاحتلال فكان يرتدي خوذته الصحفية ودرعه الصحفي، ويعمل بمهنية بكل الضوابط القانونية، متسائلاً "هل طائرة تصوير تهدد أمن جنود الاحتلال؟".

وقال عبد العاطي في كلمته: "إن هناك تعمدا في استهداف الصحفيين، عندما يصل عدد المصابين إلى 29 صحفيا بالرصاص الحي والمتفجر".

وأوضح أن الصحفيين محميون بموجب القانون الدولي الإنساني، وكل قواعد واحكام اتفاقيات جنيف، وكل قواعد القانون الدولي التي نصت على حماية خاصة لحرية الرأي والتعبير وجعلت مهمة استهدافهم جريمة حرب لكونهم مدنيين وثانيا لكونهم صحفيين.

وقفة صمت

إلى ذلك، نظم صحفيون في مدينة خان يونس جنوب القطاع، وقفة صمت تكريماً للشهيد مرتجى، وذلك في موقع إصابته جوار مخيم مسيرة العودة ببلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

ووضع الصحفيون المشاركون لواصق سوداء على أفواههم، فيما رفعوا صور الشهيد مرتجى، ويافطات تدين استهداف جنود الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين، كتب على بعضها "الصحفيون خط أحمر، لا لاستهداف الصحفيين، التغطية مستمرة".

وأعرب الصحفي وسام رضوان عن استنكاره وكافة الصحفيين لجريمة استهداف زميلهم مرتجى، مشدداً على أن استهداف مرتجى كان بشكل متعمد ومقصود سيما أنه كان يرتدي سترة واقية كتب عليها صحافة، ويحمل كاميرا تصوير.

وقال رضوان إن الاحتلال يتعمد استهداف الصحفيين العاملين في تغطية الأحداث الميدانية لمسيرة العودة، حيث أصيب عدد منهم بشكل مباشر، في محاولة للتغطية على جريمته التي يقترفها بحق المتظاهرين.

وأضاف: "ما حدث من استهداف للصحفيين سياسة متبعة إسرائيليا، لإخراس الصحافة وطمس الجرائم"، مهيبا بوسائل الإعلام جميعها عدم الالتفات لهذا الاستهداف والاستمرار في نقل وتأدية رسالتها.

وأكد رضوان أن استهداف الصحفيين لن يثنيهم عن مواصلة مسيرتهم وتأدية واجبهم، وتابع "سنقوم بواجبنا ونكمل عملنا رغما عن جنود الاحتلال، وستنتصر الصورة والقلم لأننا أصحاب حق شرعي وأصيل".

وطالب بضرورة تحرك الجهات المسؤولة لحماية الصحفيين من استهداف دولة الاحتلال الإسرائيلي، والخروج عن حالة الصمت التي تعتريها، حيث يشكل هذا "الصمت القاتل" عامل تشجيع للاحتلال في الاستمرار بانتهاكاته.

وكان الشهيد مرتجى، أصيب برصاص جيش الاحتلال في بطنه شرق محافظة خانيونس، ارتقى شهيداً على إثرها فجر السبت الماضي خلال تغطيته فعاليات مسيرة العودة الكبرى التي انطلقت يوم 30 من مارس/ آذار الماضي، فيما أصيب آخرون في نقاط التماس شرق محافظات قطاع غزة.

اخبار ذات صلة