فلسطين أون لاين

عودتنا حق لا ينسى

الكبار يموتون والصغار ينسون، مقولة اخترعها العدو الإسرائيلي وظنها حقيقة لا جدال فيها، فإذا بها مجرد نظرية، وخاب ظنه، كما خابت كل ظنونه في صراعه مع شعبنا الفلسطيني، وفي مسيرة العودة الكبرى نرى الصغار يعينون كبار السن على الوصول إلى أقرب نقطة من بلدانهم التي هجرهم اليهود منها ليؤكدوا لدولة الاحتلال ومن يتأمر معها أن قضيتنا مقدسة وأن عودتنا حق لا ينسى.


منذ عشر سنوات والعدو الإسرائيلي وأطراف أخرى يراهنون على الانفجار الداخلي بعد الحصار القاتل الذي يفرضونه على سكان قطاع غزة، وإذا بإرهاصات الانفجار تبدأ على حدود غزة وبعيدة جدا عن قلب غزة النابض، يحدث ذلك لأن شعبنا في غزة يعرف المتسببين بحصاره ومعاناته، ومرة أخرى يخيب ظنهم وينقلب السحر على الساحر، ويزعم العدو أن حركة المقاومة الإسلامية حماس استطاعت أن توجه غضب الشارع الفلسطيني إليه، علما بأن الشعب بكافة اطيافه خرج في مسيرة العودة الكبرى ولم تدع حماس شرف قيادتها أو تبنيها بشكل منفرد، كما لا يحق لأي طرف آخر ان يتبناها او يركب الموجة تحقيقا لأغراض سياسية، لأنني اعتقد أن الأيام القادمة ستشهد محاولات مكثفة إما لتبني مسيرة العودة او لإخراجها عن سياقها أو لمحاولة تهدئتها بهدف إجهاضها بأشكال متعددة.


وثمة امر اخر لا بد من الحديث عنه وهو سلمية مسيرة العودة الكبرى، والسلمية في هذه الايام كلمة تكاد تكون منفرة لأنها صارت رديفا للتخاذل والاستسلام والتطبيع، ولكننا نعتقد ان مسيرة العودة لا بد ان تظل سلمية لأنها حركة جماهيرية وتحدث في مناطق حدودية حساسة للغاية، واي خروج عن السلمية سيكلف شعبنا الكثير من الدماء الطاهرة، ولأن قوى البغي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية تقف الى جانب الاحتلال وتحاول تبرير جرائمه دون وجود مبررات فلا نريد لأحد أن يمنحهم المبررات، وكذلك فإن طبيعة الهدف_وهو التأكيد على حق العودة _ لا يحتاج إلى غير السلمية. ولأن " السلمية " في غزة محمية بسلاح المقاومة لا يمكن للعدو الإسرائيلي ان يتعامل معها وكأنها لا تملك مقاومة، ولذلك فإن استمرار مسيرة العودة الكبرى سيؤكد حق العودة وسيحقق أهدافا أخرى وأهمها تسريع رفع الحصار عن قطاع غزة.